توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى مرشحى الرئاسة: أحسنوا اختيار معاونيكم

  مصر اليوم -

إلى مرشحى الرئاسة أحسنوا اختيار معاونيكم

معتز بالله عبد الفتاح

فى الدول المتخلفة، كثيراً ما نقع فريسة لظاهرة تسمى «التفكير الجمعى المتطابق»، أى «Groupthink Syndrome»، ويعرفها أهل الاختصاص بأنها ظاهرة نفسية تحدث داخل مجموعة من الناس عندهم الرغبة فى الانسجام أو التطابق مع المجموعة، بما يؤدى إلى عملية صنع قرار منحرفة ومتحيزة ومتجاهلة الكثير من الحقائق. ولا يكون أعضاء المجموعة بالضرورة إمعات (رغم أن هذا وارد)، ولكن أحياناً يكونون راغبين فى أن يبدوا جميعاً يداً واحدة وألا يكون بينهم أى خارج عن الإجماع؛ لذا يتخوف بعضهم من تقديم وجهة نظر مخالفة أو طرح أفكار «شاذة» ويعزلون أنفسهم عن التأثيرات الخارجية. وربما يؤدى هذا إلى ضياع الإبداع الفردى أو التفكير المستقل لصالح الولاء لأصحاب الآراء المتطرفة أو التقليدية فى المجموعة. فى ثمانينات القرن الماضى، خرج إدوارد دى بونو بنظريته المبتكرة عن القبعات، قبعات التفكير الست، التى ما لبثت أن انتشرت فى مجالات صنع القرار، بما فى ذلك السياسى أو المالى. موقع «كتابنا» ساعدنى على توضيح الأفكار التالية: «دى بونو» قدم طريقة مفيدة لأنماط التفكير المختلفة التى يمكن أن تساعدنا على مواجهة ظاهرة «التفكير الجمعى المتطابق»؛ فالقبعة البيضاء هى قبعة العقل والعقلانية، قبعة الحقائق والمعلومات والتفكير الموضوعى، وبناءً على ما تحوز من معلومات تستطيع أن تخرج بأفكار. والقبعة الحمراء هى قبعة القلب والعاطفة؛ حيث تنحى القبعة البيضاء جانباً وتسير فى عكس الاتجاه مع المشاعر. الأسود والأصفر هما قبعتا التشاؤم والتفاؤل المنطقى والعقلانى، أو السلبيات والإيجابيات؛ حيث تكملان بعضهما البعض، ما بين النقد البنّاء والمخاطرة الكاملة، بعدهما يأتى دور القبعة الخضراء؛ حيث الخروج من الصندوق والتفكير الإبداعى، والقبعة الزرقاء هى قبعة التخطيط، والتحكم فى المدخلات والنتائج واستخلاص النتائج واتخاذ القرار. أولاً: القبعة البيضاء الشخص الذى يرتدى القبعة البيضاء هو شخص يسعى لأن يعرف قبل أن يتخذ أى قرار فى أى اتجاه. ولا يقبل أن يقول له أحد رأيه قبل معرفة الحقائق. هو يبدأ بالبحث عن الحقائق المجردة. أجيبونا يا خلق الله عن أسئلة من قبيل: ماذا فعل؟ ماذا قال بنص عباراته؟ ما تكلفة المشروع الفلانى؟ ما تجارب الدول الأخرى فى مجال كذا؟ لا تقل لشخص صاحب قبعة بيضاء: لا بد أن نكون مثل الصين فى موضوع تنظيم الأسرة، قبل أن تقول له كل الحقائق المتعلقة بالموضوع بغض النظر عن حبك أو كرهك، اقتناعك أو رفضك لهذه التجربة! صاحب القبعة البيضاء قد يضع نفسه مكان شخص آخر، ممكن أن يكون عدوه، كى يعرف أولاً لماذا اتخذ القرار الذى اتخذه، ثم بعد أن يفهم يقرر. طبعاً صاحب القبعة البيضاء كى ينجح يجب أن يكون فى بيئة مقدرة لقيمة العلم والمعرفة. أما مجتمعات «مية البطيخ» التى نعيشها فهى تبدأ بالموقف ثم تبحث عن المعلومات التى تؤيده، وإن لم تجد هذه المعلومات، تصنعها. ثانياً: القبعة الحمراء أصحاب القبعة الحمراء هما إحنا بمبالغتنا ومشاعرنا الفياضة وحبنا وكرهنا لبعض وللآخرين. هى قبعة «حبيبك اللى يبلع لك الزلط وعدوك اللى هتطلّع عين أهله وتتمنى له الغلط حتى لو كنت تعلم يقيناً أنه صح». إحنا بكل ما فينا من تكبر وغطرسة وقلة حياء. مشاعر متدفقة مليئة بالحقد والغل والغيظ والخوف والكره والشك والغيرة، أو مشاعر متدفقة بالحب والانحياز والعشق والتأليه والمبالغة فى تقديس الآخرين. أصحاب القبعة الحمراء يقدمون أنفسهم باعتبارهم المدافعين عن القيم العليا؛ فيتحدثون باسم: الإسلام، الوطنية، مصر، العروبة، الإيمان، القيم، التقاليد، ألتراس الفنان جعلص فى أول فيصل.. وهكذا. هى المقابل الموضوعى للقبعة البيضاء السابقة، القبعة الحمراء ليست أداة عبقرية لاتخاذ القرار، لكنها أداة عبقرية فى يد من ينفذ القرار؛ لأن طاقة المشاعر يمكن أن تجعل صاحبها يعمل تضحيات مهولة من أجل من يحب أو ضد من يكره. يا سيادة مرشحى الرئاسة.. الحبة دول همَّ اللى هيودوكم وهيودوا البلد فى داهية، خدوا بالكم منهم. ثالثاً: القبعة السوداء طيب، هل هناك مكان لمن يفكرون بعقلانية؟ آه طبعاً، يوجد مكان فى حدود المساحة التى سيتركها أصحاب القبعة الحمراء لغيرهم. مثلاً من يغلب على تفكيرهم القبعة السوداء يفكرون بالمنطق السلبى والنظرة التشاؤمية نسبياً. هم يقلقون من المخاطرة وسوء التخطيط. لو قلت لهم: هنعمل محل كشرى فى أول الشارع، سيتساءلون عن عدد محلات الكشرى الأخرى فى نفس الشارع وسيحذرون من مخاطرها. هم يميلون للحذر والحيطة والتفكير عدة مرات قبل اتخاذ القرار. أصحاب القبعة السوداء مهمون حين يكونون هم أنفسهم أصحاب القبعة البيضاء؛ فيكون تحفظهم أو اعتراضهم مبنياً على حقائق ومعلومات وخبرات مؤسسات أو دول أخرى. وأصحاب القبعة السوداء يكونون كارثة حين يكونون هم أنفسهم أصحاب القبعة الحمراء؛ لأنهم سيرفضون كل شىء استجابة لمشاعر قد تصدق وقد تخطئ. رابعاً: القبعة الصفراء هى قبعة الشمس والتفاؤل والإيجابية وروح المخاطرة، ولكن يجب الحذر من الإفراط فى التفاؤل حتى لا تتحول إلى قبعة حمراء، ويجب أن يكون هذا التفاؤل مرتبطاً بدراسات وأسباب موضوعية (القبعة البيضاء مرة أخرى)، ولا يكون مرتبطاً بالشخص الذى يقترح الفكرة (قبعة حمراء مرة أخرى). أصحاب القبعة الصفراء هم الذين يقترحون أفكاراً، بينما القبعة السوداء هى التى تقيمها وتنقدها. وكلاهما لا بد له من قبعة بيضاء علشان ما يكونوش عايشين فى أحلام التفكير بالتمنى ونصحى الصبح على كابوس. خامساً: القبعة الخضراء لو أنقذنا أنفسنا من تحالف القبعتين الحمراء والسوداء (حزب أعداء النجاح)؛ فمن الممكن أن يكون بيننا مبدعون منطقيون. إنهم أصحاب القبعة الخضراء: قبعة الخصب والنماء؛ حيث توليد أفكار جديدة ومبتكرة. مهم أن يكون لأصحاب القبعة الخضراء بعض الحصانة من أصحاب تحالف «الحمراء» و«السوداء»، وذلك حتى يستطيع أصحاب القبعة الخضراء أن يبتكروا ويخترعوا. حرية التحرك باستقلال وأحياناً بعشوائية هى أهم ما يميز القبعة الخضراء، وربما تكون الفكرة وليدة الخطأ مثل اكتشاف كولومبوس لأمريكا وهو كان فاكر نفسه رايح الهند. وهؤلاء هم من يتركون مصر بلا عودة؛ لأن تحالف «الحمراء» و«السوداء» بيطلَّع عين أهاليهم، فيأتون لنا مبدعين ناجحين بعد أن طردناهم. سادساً: القبعة الزرقاء هذه القبعة هى قبعة القيادة، المسئولة عن تنظيم استخدام القبعات الأخرى، وهى المتحكم الأول فى قرار ارتداء قبعة ما أو خلع قبعة أخرى، وهى المسئولة عن الخروج بالاجتماع إلى بر الأمان وتنظيم تدفق الأفكار، وعدم الخروج عن النظام أو استعمال قبعة غير مسموح بها. إن كان صاحب القرار غير واثق من نفسه سيحيط نفسه بكل من «يطبطب» عليه ويقول له: «برافو أحسنت»، حتى حين يخطئ، ويصور له كل مخالف للرأى أنه «عميل» أو أى «بتنجان مخلل» يعنى «out group». القائد الذى لا يعرف أهمية التنوع فى فريق عمله وكيف يديرهم سيعيش فى «السكحاية»، وسيأخذنا معه هناك. بعد ما قرأنا هذا الكلام، انسوه خالص، وركزوا فى المهم: اشتمونى بقى. نقلاً عن"جريدة الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى مرشحى الرئاسة أحسنوا اختيار معاونيكم إلى مرشحى الرئاسة أحسنوا اختيار معاونيكم



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon