توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الحبيب» رجل أحبه فى الله

  مصر اليوم -

«الحبيب» رجل أحبه فى الله

معتز بالله عبدالفتاح

ذهبت ذات مرة إلى حجرة الاجتماعات فى قناة «سى بى سى» لمقابلة الأستاذ محمد هانى، رئيس القناة، وما إن «خبّطت» على الباب ثم فتحته حتى وجدت مجموعة من الناس يجلسون حول «ترابيزة» الاجتماعات، فما كان منى إلا أن اعتذرت وهممت بغلق الباب والرحيل. هنا وجدت رجلاً لم أميزه من بعيد، يقف ويقول «حياك الله يا دكتور» ثم يتحرك تجاهى بشىء من العجلة. ولما ميزته ذهبت إليه، وظننت أنه سيكون السلام التقليدى بين شخصين يلتقيان لأول مرة. ولكننى وجدت الرجل يفتح ذراعيه ويقول: كم كنت أتمنى لقاءك. وهنا كانت المفاجأة أن الرجل بتواضع يليق بأهل العلم، وبخلق يليق بمن تأصل فيه العلم، وبكرم من زاده العلم رحمة بعبادة عسى أن يرحمهم الرحمن، يقول لى كلاماً شعرت منه الإخلاص. أنا أعرفه، فهو علم فى الدين والفقه. ولكن كيف هو يعرفنى؟ «الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف».. هذا ما قال، ناسباً إياه للرسول (صلى الله عليه وسلم). كان الحوار راقياً كريماً مبهجاً بالنسبة لى. لم أُردْ أن آخذ من وقت اجتماعهم الكثير. ولكن ترك الرجل لدىّ انطباعاً رائعاً. تمر الأيام حتى يتكرم علىّ الأخ الكريم الموسيقار أمير عبدالحميد بأن ألتقى بـ«الحبيب» مرة أخرى فى جمع كريم. الخلاصة: هذا رجل جعل الله حمله ثقيلاً.. أعانه الله، وتقبل منه وأعانه. استضفته فى برنامجى فى حلقتين سعدت به فيهما، وسعدت من ردود الفعل عليهما، وتيقنت أن مصر بحاجة لمن يخاطب فى أهلها إنسانيتهم التى أضاعتها السياسة. سألته عن حالنا وقد أصبح بعضنا يضرب رقاب بعض، فرد علىّ بقول سيدنا الإمام علىّ (كرم الله وجهه) حين سألوه عن أهل «الجمل»: قيل أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا؟ قيل: أمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً. ثم وصفهم «على» بأنهم: «إخواننا بغوا علينا». فلم ينفِ سيدنا «على» عمن يقاتلهم صفة أنهم «إخوة» ولكنهم بغوا علينا. لذا تمنيت عليه أن يكتب مقالاً بعنوان: «إخواننا بغوا علينا». كتب، أمس الأول، مقالاً مهماً فى «الوطن» قال فيه: (أيها الأحبة.. لقد كشفت السنوات الثلاث الماضية عن عورة مُخجلة فينا وهى «الازدواجية» و«التعصب»، فمن يراجع مواقف كل من مؤيدى النظام والمعارضة اللذَين تبادلا الأدوار فى بعض بلداننا يجد أن فى كلٍّ منهم مَن يُمارس ما انتقده وينتقد ما مارسه بمجرد تبادل الأدوار وتقلُّب الأحوال، إنها العيوب التى كانت أنفسنا تسترها عنّا حتى لا نعالج خللها ولا نتخلص من ضررها. أيها الأحبة من مختلف التوجهات والخلفيات الفكرية.. العيب والخلل فى أنفسنا قبل أفكارنا. أيها الأحبة.. نحن «متعصبون».. نحن «مزدوجو المعايير». وعلينا إذا أردنا أن نرتقى بأنفسنا وأوطاننا وأمتنا والبشرية أن نتخلص من هذه «الازدواجية» ومن هذا «التعصب»، فمن هنا البداية الصحيحة. أيها الأحبة.. البداية الصحيحة من معالجة داء «الأنا» «Ego» الذى يحملنا على «التعصب» و«الازدواجية». البداية الصحيحة من شجاعة «نقد الذات»: «وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ»، وهناك فرق بين جلد الذات ونقد الذات، فالأول هروب من تغيير الواقع، والثانى إصرار على البداية الصحيحة لتغييره. البداية الصحيحة من إعمال البصيرة فى عيوب النفس وترك المعاذير والتبريرات: «بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ». اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكِّها أنت خير من زكّاها، أنت وليها ومولاها.. يا رؤوفاً بالعباد). آمين يا رب العالمين. اللهم إنى أشهدك أنى أحب هذا الرجل فيك، فاجعل هذا الحب خالصاً لوجهك، وتقبله منا. "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الحبيب» رجل أحبه فى الله «الحبيب» رجل أحبه فى الله



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon