توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقييم «25 يناير» فى سطور

  مصر اليوم -

تقييم «25 يناير» فى سطور

معتزبالله عبد الفتاح

25 يناير بتداعياتها وما لها وما عليها أنتجت ما هو إيجابى وما هو سلبى، وفى كل منهما كانت إما منشئة لواقع لم يكن موجودا من قبل أو كشفت عن أمور كانت موجودة لكنها ظهرت وأنتجت واقعا جديدا. هذه محاولة للتفكير بصوت عال عسى أن تفتح آفاقا للحوار والنقاش مع المهتمين. كشفت الثورة عن ثلاثة أمور سلبية كانت موجودة فينا لكننا لم نكن على وعى كاف بها. أولا: هناك قطاع من الشباب منفصل تماما عن الجيل الأكبر منه، والأولويات بين الطرفين مختلة، لدرجة جعلت الجيل الأصغر يفقد الثقة فى الجيل الأكبر. وسأعطى مثالا لتوضيح الفكرة.. أحد شباب ثورة 25 يناير كان معى قبل ساعة واحدة من كتابة هذا المقال، وكان ينتقد بشدة أديبا كبيرا وكان يعتبر رواياته العديدة مصدرا لإلهامه الفكرى والوجدانى، أصبح الآن من أكثر المدافعين عن «عسكرة الدولة» وفقا لهذا الشاب، وهو بهذا، من وجهة نظر هذا الشاب، كسر أى قيمة رمزية أو معنوية لديه. طبعا محاولاتى لتوضيح أن الرجل لا يطالب بعسكرة الدولة وإنما هو يرى أن الدولة تواجه مخاطر داخلية وخارجية تجعله يضع قيمه الإيجابية فى المحطة التالية فى قطار الحياة، مثلما رفض الصحابة العظام صلح الحديبية مع الرسول الكريم، عليه السلام، ونزل القرآن الكريم ليقول فيه «إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فتحاً مبيناً». إذن هذه الفجوة قائمة، وكشفت عنها الثورة، وحين تكشفها فهى ضمنا تزيد منها. ثانيا: أشخاص جهاز الدولة فى مصر فى حالة «استكنياص» تجعلهم أشبه بأنور وجدى حين كان يحرك «دريكسيون» السيارة وبجواره ليلى مراد وهناك من «يهز» العربية لإيهامنا بأن السيارة تتحرك. دريكسيون السلطة غير واصل بعجلات البيروقراطية. كثير من السادة المسئولين «مستكنياصون» يعيشون فى حالة من إصدار القرارات وكأنهم مجرد أصحاب رأى. والجهاز البيروقراطى للدولة، سواء الأمنى أو المدنى، شغال لوحده. أيام مبارك كتبت مقالا بعنوان: «مصر الرئيس، مصر الحكومة، مصر الشعب» وكأنها ثلاثة سياقات تعمل مستقلة عن بعضها. الأمر الآن ازداد سوءا. ثالثا: نحن غير مؤهلين للديمقراطية لأننا لم نتعلم آدابها ولم نمارسها على أى مستوى أدنى من مستوى العمل السياسى العام. والمعضلة أكبر على مستوى النخب، ولكن المشكلة أنها نقلتها للشعب وبالذات للشباب. وهناك ثلاث سلبيات أنشأتها الثورة لم تكن موجودة قبل ثورة 25 يناير، حتى وإن كانت أسبابها سابقة عليها. أولا، الانكشاف الأمنى المصرى سواء من ناحية انكشاف الحدود المصرية، لاسيما أن مصر محاطة بميليشيات وليس بدول لها مصالح فى استقرار حدودها معنا، ويضاف إلى ذلك انكشاف مصر اقتصاديا بعد أن عدنا إلى ما كنا عليه فى مطلع الألفية اقتصاديا، فضلا عن الانكشاف الإعلامى والمخابراتى. ثانيا، ازدياد الفقر والجهل والمرض رغما عن أن الثورة قامت من أجل القضاء عليها، لكن فوضى ما بعد الثورة جعل معدل الفقراء يزداد فى مصر من 15 بالمائة قبل الثورة إلى 26 بالمائة بعدها. ومع الفقر تأتى جميع الأمراض الاجتماعية الأخرى. ثالثا، أصبنا بفيروس التمرد المفضى إلى الانقسام المفضى إلى استقطاب، ثم تحول الاستقطاب إلى احتقان، ثم تحول الاحتقان إلى إرهاب، ثم حدث قبول مجتمعى لفكرة أن الدم المصرى رخيص طالما هو دم شخص لا يؤمن بما أؤمن به سياسيا. وهناك ثلاث إيجابيات خلقتها الثورة: أولا، اهتمام المصريين بالقضايا العامة وفائض الطاقة السياسية التى جعلتهم لا يخافون من أن يعبروا عن آرائهم فى الكثير من القضايا المطروحة أمامهم. ثانيا، دستور يعد خطوة جيدة على طريق بناء دولة أفضل من دولة ما قبل 2011 بما يعنيه ذلك من ضمان تداول السلطة وتعدد مراكز صنع القرار وحد أدنى من حقوق وحريات للمواطنين، رغما عما فيه من عيوب أخرى نتمنى ألا تنفجر فينا قبل أن نعالجها. ثالثا، الكشف عن الإفلاس السياسى للكثير من الشعارات المرفوعة أيديولوجيا سواء من أقصى اليمين المحافظ دينيا إلى أقصى اليسار العلمانى والاشتراكى. ككل فعل تاريخى مهم فى تاريخ الأمم ستظل نتائجه تتغير وتتفاعل، المهم ألا نفقد الأمل فى مستقبل أفضل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقييم «25 يناير» فى سطور تقييم «25 يناير» فى سطور



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon