توقيت القاهرة المحلي 05:51:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن حالنا ومستقبل الإخوان

  مصر اليوم -

عن حالنا ومستقبل الإخوان

عمار علي حسن

السؤال الأول: كيف يمكن تفسير ظاهرة اتساع قدرات ونفوذ المتطرفين؟

الإجابة: لأننا طيلة الوقت نواجه المتطرفين ولا نواجه التطرف، ونقاوم الإرهابيين ولا نقاوم الإرهاب. كما أن العوامل التى تغذى التطرف لا تزال سارية، منها تأخر التغيير السياسى، وعدم القيام بالإصلاح الدينى، وحاجة بعض الأنظمة الحاكمة إلى التنظيمات الدينية كى تؤدى لها خدمات تعينها على البقاء فى السلطة، وضعف البديل المدنى، وتعويل أطراف فى الخارج على هذه الجماعات فى خدمة مصالحها، وتردى التعليم، وقسوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية.

السؤال الثانى: هل هناك مستقبل لجماعة الإخوان؟ وهل بوسعها أن تعود من جديد أم أن هناك بديلاً ثالثاً لا نراه؟

الإجابة: تسير الحركات الدينية بطريقة حلزونية متصاعدة، تُضرَب فتتراجع ثم لا تلبث أن تعود أوسع وأقوى مما كانت عليه، نتيجة عدة أسباب، أولها استخدام السلطة لها وتوظيفها فى تحقيق أهداف ترتبط بتعزيز وجود الحاكم فى كرسيه، والمثل الصارخ على هذا استخدام السادات للجماعات الدينية فى ضرب اليسار، وثانيها اشتغال هذه الجماعات على العمق الاجتماعى، عبر تطبيب عوَز بعض الفئات الاجتماعية، مستغلة انسحاب الدولة من تقديم الخدمات أو تخفُّفها من هذا، والثالثة استغلال الخطاب الدينى المبثوث من على المنابر وغيرها والذى يربط الدين بالسياسة بصور وأشكال شتى، والرابعة وجود قوى إقليمية أو دولية فى حاجة إلى الإخوان أو غيرهم فى سبيل تحقيق أهدافها والدفاع عن مصالحها، والخامسة هى غياب البديل المدنى. ولا سبيل لوقف هذه العملية سوى بوجود البديل المدنى الحقيقى الذى يقوم على توافر التنوير والحريات العامة، وتداول السلطة، والتعددية السياسية، واستقلال القرار الوطنى.

السؤال الثالث: هل العنف مكون رئيسى من مكونات حركات الإسلام السياسى؟

الإجابة: يوجد الكثير من الحمولات الفكرية والفقهية لدى هذا التيار تدفع إلى العنف وتبرره، علاوة على ظروف موضوعية تجعله قادراً على تسويق عنفه هذا لدى بعض الأوساط الاجتماعية، خاصة مع انقباض ظروف الناس واشتدادها.

السؤال الرابع: ما الذى قاد الأحوال فى بلادنا إلى ما آلت إليه رغم توافر الرغبة القوية فى التغيير؟

الإجابة: أعتقد أن المشكلة الرئيسية التى واجهتنا، ومن دون مواربة، هى أن الثورة السياسية سبقت فى بلدنا الثورة الفكرية التى هى مقدمة لازمة للإصلاح الدينى، فبعدهما يصير الأمر سهلاً، حين تتذلل كل العقبات التى يصنعها الجهلاء والمغرضون والقابلون لتزييف الوعى والإرادة أمام الذين يطالبون بعقد اجتماعى جديد بين الناس والسلطان. ومنذ البداية كان أمام السلطة التى تنازل لها مبارك طريقان للحفاظ على الدولة، الأقصر هو الانتصار لمطالب الثورة، والأطول هو تصفيتها بمساعدة الإخوان، فاختارت الطريق الثانى، وسنظل ندفع ثمن هذا الاختيار، الذى لا تزال آثاره سارية حتى اللحظة الراهنة. وإذا أردنا أن نعبر الأزمة التى نمر بها علينا أن نعود لنسلك الطريق القصير ففيه السلامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن حالنا ومستقبل الإخوان عن حالنا ومستقبل الإخوان



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon