توقيت القاهرة المحلي 05:25:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مساندة مصر ونفاق الرئيس

  مصر اليوم -

مساندة مصر ونفاق الرئيس

عمار علي حسن

الذين ينافقون رئيس الجمهورية بمجاراته والتهليل له فى كل صغيرة وكبيرة، ويهتفون له حتى لو لم يكن صائباً فى بعض القرارات، لا يقدمون خيراً لمصر، ولا يعنيهم أن يفعلوا هذا بأى حال من الأحوال، بل إنهم يضرون الرئيس نفسه، ولا يمكن أن يراهم كل ذى عقل فهيم وبصيرة نيرة سوى دببة تقتل صاحبها، لكن الأخطر هو أنهم يضرون مصر.

أما الذين ينبهون الناس، ويرفعون الالتباس، ولا يعنيهم أن يسبهم المغرضون، الذين يزايدون عليهم فى الوطنية وهى منهم بعيدة، فينصحون الرئيس أو ينتقدون أداءه أو حتى يهاجمونه، ليس عن كراهية له ولا رغبة فى إفشاله، إنما غيرة على مصر، ورغبة فى تنبيه من بيده الأمر ويتخذ القرار، أو تبصيره أو مساعدته على أن يسلك الطريق السليم، ويأخذ القرار الصائب، ففى هذا مصلحة مصر، وليس فى حناجر تصرخ فى وجه الناقدين: اصمتوا، ثم تبش فى وجهه هو فى كل وقت وحين، وأياً كان ما يفعله: أحسنت وأجدت، لا يوجد أفضل من هذا، إنها عبقريتك التى سحرت الدنيا.

لقد روج بعض المغرضين خطأ وخطيئة تحاول أن تطابق بين نفاق الرئيس وبين الوقوف إلى جانب مصر. ففضلاً عن أن هذا تصور قديم بال عفا عليه الدهر يعود إلى زمن ملوك وأباطرة كان بعضهم يقول «أنا الدولة والدولة أنا»، فإن هؤلاء لا يفعلون هذا من أجل مصر كما يزعمون، إنما لأسباب تتعلق بالدفاع عن مصالحهم ومنافعهم التى حازوها من فساد عهد ما قبل ثورة يناير.

إن مصر أبقى وأهم من أى شخص حتى لو كان رئيسها، وهو إن صلحت نيته للعمل من أجلها، فليس معنى هذا أنه لا يأتيه الخطأ من بين يديه ولا من خلفه، لا سيما أننا لا نعرف كمواطنين، حتى الآن، من يفكر معه أو حوله أو وراءه ويعينه على أن يصل إلى القرار الرشيد فى شتى مناحى الحياة.

لهذا فإن من ينصح أو ينقد أو يقدم البدائل، هو لا يريد هدم الدولة، إنما بناءها، ولا يرغب فى الإساءة للرئيس، إنما الإحسان إليه، بتبصيره بمواضع ومواقع الخلل والزلل، ومع هذا تنهال على رؤوس أولئك المختلفين مع السلطة، من أجل مصر، سيول من الشتائم، ويتعرضون للتشويه والاغتيال المعنوى، بألسنة وأقلام إعلاميين وكتبة، توجه كلماتهم وحروفهم أجهزة، هى أيضاً، ضل سعيها فى خدمة البلد، وتظن أنها تحسن صنعاً، ثم تأتى كتائب الاغتيال الإلكترونى لتكمل المهمة القذرة.

يحدث كل هذا رغم أن هؤلاء ينصحون وينقدون فى سياق المشروعية القانونية، وتحت طائلة الشرعية السياسية، ومن منطلق إيمانهم بالوطنية والمدنية والعلنية والسلمية، ولا يدعون أبداً إلى حمل السلاح، أو يعملون فى السر والخفاء، أو يرون أن السلطة الراهنة غير شرعية أو لا يبدون أى اهتمام بالقول والفعل على أرضية وطنية، مثلما يفعل تنظيم الإخوان وحلفاؤه.

إنها معارضة بناءة، لا يمكن لنظام حكم رشيد أو ديمقراطى أو فاهم وواعٍ ونازع للعمل وفق المصلحة الوطنية أن يضيق صدره بها، أو ينظر إليها فى غضب، أو يحرض عليها من يأتمرون بأمره لينهشوا لحمها، أو يأكلوه ميتاً، وهم يتوهمون أن بهذه الطرق البالية، سيدخلون أقلاماً فى أغمادها، ويخرسون ألسنة فى الحلاقيم، ونقول لهم.. هيهات ثم هيهات.

نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مساندة مصر ونفاق الرئيس مساندة مصر ونفاق الرئيس



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon