توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن حالنا ومستقبل الإخوان

  مصر اليوم -

عن حالنا ومستقبل الإخوان

عمار علي حسن

السؤال الأول: كيف يمكن تفسير ظاهرة اتساع قدرات ونفوذ المتطرفين؟

الإجابة: لأننا طيلة الوقت نواجه المتطرفين ولا نواجه التطرف، ونقاوم الإرهابيين ولا نقاوم الإرهاب. كما أن العوامل التى تغذى التطرف لا تزال سارية، منها تأخر التغيير السياسى، وعدم القيام بالإصلاح الدينى، وحاجة بعض الأنظمة الحاكمة إلى التنظيمات الدينية كى تؤدى لها خدمات تعينها على البقاء فى السلطة، وضعف البديل المدنى، وتعويل أطراف فى الخارج على هذه الجماعات فى خدمة مصالحها، وتردى التعليم، وقسوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية.

السؤال الثانى: هل هناك مستقبل لجماعة الإخوان؟ وهل بوسعها أن تعود من جديد أم أن هناك بديلاً ثالثاً لا نراه؟

الإجابة: تسير الحركات الدينية بطريقة حلزونية متصاعدة، تُضرَب فتتراجع ثم لا تلبث أن تعود أوسع وأقوى مما كانت عليه، نتيجة عدة أسباب، أولها استخدام السلطة لها وتوظيفها فى تحقيق أهداف ترتبط بتعزيز وجود الحاكم فى كرسيه، والمثل الصارخ على هذا استخدام السادات للجماعات الدينية فى ضرب اليسار، وثانيها اشتغال هذه الجماعات على العمق الاجتماعى، عبر تطبيب عوَز بعض الفئات الاجتماعية، مستغلة انسحاب الدولة من تقديم الخدمات أو تخفُّفها من هذا، والثالثة استغلال الخطاب الدينى المبثوث من على المنابر وغيرها والذى يربط الدين بالسياسة بصور وأشكال شتى، والرابعة وجود قوى إقليمية أو دولية فى حاجة إلى الإخوان أو غيرهم فى سبيل تحقيق أهدافها والدفاع عن مصالحها، والخامسة هى غياب البديل المدنى. ولا سبيل لوقف هذه العملية سوى بوجود البديل المدنى الحقيقى الذى يقوم على توافر التنوير والحريات العامة، وتداول السلطة، والتعددية السياسية، واستقلال القرار الوطنى.

السؤال الثالث: هل العنف مكون رئيسى من مكونات حركات الإسلام السياسى؟

الإجابة: يوجد الكثير من الحمولات الفكرية والفقهية لدى هذا التيار تدفع إلى العنف وتبرره، علاوة على ظروف موضوعية تجعله قادراً على تسويق عنفه هذا لدى بعض الأوساط الاجتماعية، خاصة مع انقباض ظروف الناس واشتدادها.

السؤال الرابع: ما الذى قاد الأحوال فى بلادنا إلى ما آلت إليه رغم توافر الرغبة القوية فى التغيير؟

الإجابة: أعتقد أن المشكلة الرئيسية التى واجهتنا، ومن دون مواربة، هى أن الثورة السياسية سبقت فى بلدنا الثورة الفكرية التى هى مقدمة لازمة للإصلاح الدينى، فبعدهما يصير الأمر سهلاً، حين تتذلل كل العقبات التى يصنعها الجهلاء والمغرضون والقابلون لتزييف الوعى والإرادة أمام الذين يطالبون بعقد اجتماعى جديد بين الناس والسلطان. ومنذ البداية كان أمام السلطة التى تنازل لها مبارك طريقان للحفاظ على الدولة، الأقصر هو الانتصار لمطالب الثورة، والأطول هو تصفيتها بمساعدة الإخوان، فاختارت الطريق الثانى، وسنظل ندفع ثمن هذا الاختيار، الذى لا تزال آثاره سارية حتى اللحظة الراهنة. وإذا أردنا أن نعبر الأزمة التى نمر بها علينا أن نعود لنسلك الطريق القصير ففيه السلامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن حالنا ومستقبل الإخوان عن حالنا ومستقبل الإخوان



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon