توقيت القاهرة المحلي 11:26:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن حالنا ومستقبل الإخوان

  مصر اليوم -

عن حالنا ومستقبل الإخوان

عمار علي حسن

السؤال الأول: كيف يمكن تفسير ظاهرة اتساع قدرات ونفوذ المتطرفين؟

الإجابة: لأننا طيلة الوقت نواجه المتطرفين ولا نواجه التطرف، ونقاوم الإرهابيين ولا نقاوم الإرهاب. كما أن العوامل التى تغذى التطرف لا تزال سارية، منها تأخر التغيير السياسى، وعدم القيام بالإصلاح الدينى، وحاجة بعض الأنظمة الحاكمة إلى التنظيمات الدينية كى تؤدى لها خدمات تعينها على البقاء فى السلطة، وضعف البديل المدنى، وتعويل أطراف فى الخارج على هذه الجماعات فى خدمة مصالحها، وتردى التعليم، وقسوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية.

السؤال الثانى: هل هناك مستقبل لجماعة الإخوان؟ وهل بوسعها أن تعود من جديد أم أن هناك بديلاً ثالثاً لا نراه؟

الإجابة: تسير الحركات الدينية بطريقة حلزونية متصاعدة، تُضرَب فتتراجع ثم لا تلبث أن تعود أوسع وأقوى مما كانت عليه، نتيجة عدة أسباب، أولها استخدام السلطة لها وتوظيفها فى تحقيق أهداف ترتبط بتعزيز وجود الحاكم فى كرسيه، والمثل الصارخ على هذا استخدام السادات للجماعات الدينية فى ضرب اليسار، وثانيها اشتغال هذه الجماعات على العمق الاجتماعى، عبر تطبيب عوَز بعض الفئات الاجتماعية، مستغلة انسحاب الدولة من تقديم الخدمات أو تخفُّفها من هذا، والثالثة استغلال الخطاب الدينى المبثوث من على المنابر وغيرها والذى يربط الدين بالسياسة بصور وأشكال شتى، والرابعة وجود قوى إقليمية أو دولية فى حاجة إلى الإخوان أو غيرهم فى سبيل تحقيق أهدافها والدفاع عن مصالحها، والخامسة هى غياب البديل المدنى. ولا سبيل لوقف هذه العملية سوى بوجود البديل المدنى الحقيقى الذى يقوم على توافر التنوير والحريات العامة، وتداول السلطة، والتعددية السياسية، واستقلال القرار الوطنى.

السؤال الثالث: هل العنف مكون رئيسى من مكونات حركات الإسلام السياسى؟

الإجابة: يوجد الكثير من الحمولات الفكرية والفقهية لدى هذا التيار تدفع إلى العنف وتبرره، علاوة على ظروف موضوعية تجعله قادراً على تسويق عنفه هذا لدى بعض الأوساط الاجتماعية، خاصة مع انقباض ظروف الناس واشتدادها.

السؤال الرابع: ما الذى قاد الأحوال فى بلادنا إلى ما آلت إليه رغم توافر الرغبة القوية فى التغيير؟

الإجابة: أعتقد أن المشكلة الرئيسية التى واجهتنا، ومن دون مواربة، هى أن الثورة السياسية سبقت فى بلدنا الثورة الفكرية التى هى مقدمة لازمة للإصلاح الدينى، فبعدهما يصير الأمر سهلاً، حين تتذلل كل العقبات التى يصنعها الجهلاء والمغرضون والقابلون لتزييف الوعى والإرادة أمام الذين يطالبون بعقد اجتماعى جديد بين الناس والسلطان. ومنذ البداية كان أمام السلطة التى تنازل لها مبارك طريقان للحفاظ على الدولة، الأقصر هو الانتصار لمطالب الثورة، والأطول هو تصفيتها بمساعدة الإخوان، فاختارت الطريق الثانى، وسنظل ندفع ثمن هذا الاختيار، الذى لا تزال آثاره سارية حتى اللحظة الراهنة. وإذا أردنا أن نعبر الأزمة التى نمر بها علينا أن نعود لنسلك الطريق القصير ففيه السلامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن حالنا ومستقبل الإخوان عن حالنا ومستقبل الإخوان



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon