فاروق جويدة
مازلت اعتقد ان الدولة المصرية بكل مؤسساتها واجهزتها لم تصل بعد إلى هذا اللهو الخفى الذى ارتكب عشرات الجرائم ولم يعرفه احد..حتى الآن لا احد يعرف ماذا حدث في ستاد بورسعيد ومن الذى قتل عشرات الضحايا..ولا احد يعرف من كان وراء احداث ماسبيرو ومحمد محمود ومن الذى قتل المئات فى احداث كثيرة في القاهرة وعواصم الاقاليم.
واخيراً كانت أحداث المباراة بين الزمالك وانبى وهذا العدد من الضحايا الأبرياء..أمام المحاكم مئات القضايا حول هذه الجرائم ولم يحسم القضاء حتى الآن واحدة منها ..لم نسمع عن جريمة واحدة حسمها القضاء واصدر فيها احكاما توضح للناس الحقيقة ومن هو هذا اللهو الخفى..
ان مباراة الزمالك وانبى التى دارت اخيرا على نهر من الدماء تؤكد هذا الغياب كانت المباراة تدور والكرة تتناقلها الأقدام بينما يتساقط الشباب خارج الملعب..هذا المشهد الغريب الذى لا يصدقه عقل اهداف هنا ودماء هناك صفارة هنا وصراخ هناك اقدام تتصارع على الكرة وأجسام تقتل بعضها بعضا من الزحام هذه الصورة المأساوية، تؤكد اننا مجتمع يحتاج إلى مصحات نفسية وعلاج من هذه الظواهر الكروية المرضية المستعصية هل هو الجهل أم هى الأمية أم هو التعصب ام هى السياسة التى أفسدت كل شىء في حياتنا حتى مشجعى كرة القدم لقد طالب كثير من العقلاء بوقف الدورى حتى تستقر احوال الشارع المصرى ولكن البعض رفض ذلك الاقتراح لان هناك آلاف البيوت والأسر التى تعيش على هذا الدورى وهو مصدر دخلها الوحيد ابتداء باللاعبين وانتهاء بالمسئولين عن الفرق الكروية..
وقيل بعد ذلك تقام مباريات الدورى بلا جمهور وكانت النتيجة هذا الزحام الذى مات فيه عدد كبير تحت الاقدام..وامام هذا كله تقف وزارة الداخية حائرة بين ايقاف الدورى أو استمراره وامام اعباء لا حدود لها في معركة الارهاب وعودة الامن والاستقرار تقف الداخلية امام أزمات ليست طرفا فيها، ويكفى ما يعانيه جهاز الشرطة على مساحة مليون كيلو متر مربع هى مساحة المحروسة التى تريد قوات الامن في كل شبر فيها.