فاروق جويدة
أبناء مصر فى الخارج تقترب أعدادهم من عشرة ملايين كما ذكر الاتحاد العام للمصريين فى الخارج..ان الرقم الأهم ان من بينهم 86 ألف عالم فى تخصصات مختلفة.. وفى تقديرى ان حكومة مصر لابد ان تستفيد من العلماء وأصحاب الخبرات والقدرات النادرة من المصريين فى الخارج..
ان مصر تعانى بالفعل حالة من حالات التجريف الفكرى والعقلى حتى وصل بنا الحال ان نبحث عن مسئول صاحب خبرة ليتولى احدى المسئوليات ولا نجده..لماذا لا تستعين جهة القرار بأبناء مصر فى الخارج لماذا لا تأخذ آراءهم فى قضايانا وأحوالنا هناك قضايا كثيرة يمكن ان نناقشها مع هؤلاء خاصة تلك التى تتعلق بالشأن الخارجى..فى الخارج هناك أبحاث ودراسات عن قضايا المياه ولدينا علماء متخصصون فى ذلك فى معظم دول العالم لماذا لا نستعين بخبراتهم..هناك علماء فى الطاقة النووية واستخدامها السلمى فى مجالات الحياة..هناك الزراعة الحديثة وقد وصلت إلى آفاق متقدمة..وهناك مؤسسات دولية فى الصحة والبناء والتعليم وحتى الإعلام كيف نستفيد من خبراء مصر فى كل هذه المجالات..لقد استفادت ماليزيا من أبنائها النوابغ الذين برزوا فى تخصصات نادرة ومنها الهندسة الوراثية وأعادت أبناءها فى اليابان ودول شرق آسيا..ان لدى مصر أعدادا هائلة من الخبراء والأساتذة فى كل التخصصات، وبدلا من ان نعطى الفرصة ونستعين بمن لا يفهمون ابسط الأشياء ان نستعين بالقادرين من أبنائنا وما أكثرهم.. كان من الممكن بدلا من الجدليات التى تدور بيننا فى المشروعات القومية الكبرى ان نستعين بالخبراء المصريين فى الخارج فى مشروعات مثل زراعة مليون ونصف المليون فدان أو العاصمة الجديدة، بل ان الاستعانة بهم فى مشروع مثل سد النهضة يعتبر واجبا وطنيا..كل دول العالم تبحث عن أبنائها وتستفيد من خبراتهم فى أى مكان لأنهم يمتلكون خبرات أكثر ولديهم رؤى أوسع بحكم المناخ الذى عاشوا فيه..ان من بين هذه الخبرات شبابا واعدا يتمنى ان يشارك فى إعادة بناء وطنه ان آلاف المصريين فى الخارج على استعداد لأن يقدموا خبراتهم بلا مقابل المهم ان تكون لدينا الرغبة فى ان نستعين بهم ونسمع منهم.