فاروق جويدة
لا اعتقد ان أبو تريكة كان يستحق منا هذه الهجمة الشرسة التى تعرض لها اسما وتاريخا ودورا خاصة من بعض زملائه..إذا كانت هناك قضايا أمنية أو مالية تخص أبو تريكة فالقضاء أولى بها, وعليه ان يخبرنا بعد التحقيقات عن مدى صحة الاتهامات التى ألصقت باللاعب الشهير..ولكن التجاوزات جاءت من بعض الأقلام ومن تعليقات وسائل التواصل الاجتماعى, وكان أفضل ما فعله أبو تريكة انه لم يرد على احد ولم يقحم نفسه في مسلسلات الشتائم التى أصبحت الآن وجبة يومية على زوار النت والفيس بوك .
لا خلاف بيننا على موهبة أبو تريكة وانه حالة استثنائية في كرة القدم وقد قدم لناديه الكبير خدمات عظيمة وانتصارات لم تتحقق من قبل, وتحول إلى رمز من رموز الرياضة المصرية في العالم العربى ودول إفريقيا وقد اخلص أبو تريكة لناديه فلم يتحول ولم يغير الفانلة الحمراء ولم يتنكر للنادى الذى صنع نجوميته منذ ترك الترسانة وانضم إلى نادى القرن .
وقد حقق أبو تريكة جماهيرية لم يصل إليها احد من قبل باستثناء صالح سليم ومحمود الخطيب ولا أدرى لماذا نحرص على إلقاء الحجارة على كل شىء جميل في حياتنا ولماذا نشوه الأدوار والمواقف والرموز ولا شك ان الإعلام لعب دورا كبيرا في هذه المهازل .. ان تاريخ أبو تريكة في النادى الأهلى شئ مشرف له ولناديه وللوطن الذى حمل اسمه وتاريخه ولا ينبغى ان نشوه رموزنا بهذه الصورة أمام أجيالنا الجديدة إذا كان هناك ما يدين أبوتريكة سياسيا أو ماليا فلدينا قضاء عادل يستطيع ان يحسم كل شىء بأحكام عادلة أما تشويه الناس بالحق والباطل على صفحات النت والصحف والفضائيات فهذا تشويه للقيم الجميلة التى قام عليها تاريخ مصر في احترامها وتقديرها لكل من قدم لها شيئا .
كان موقف أبو تريكة مع فريق الكويت شيئا مشرفا للكرة والرياضة المصرية ولا يأتى هذا الموقف إلا من لاعب على خلق رفيع .. ان أبو تريكة قصة نجاح جميلة ومؤثرة أمام أجيالنا في الإخلاص والتضحية ومن الخطأ ان نكسر هذا النموذج الجميل.
نقلاً عن "الأهرام"