توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحيانا .. الندم لا يفيد

  مصر اليوم -

أحيانا  الندم لا يفيد

فاروق جويدة

يولد الحب صغيرا ويكبر مع الأيام ولابد ان نوفر له الحماية والرعاية..إنه شجرة صغيرة تنبت فى صحراء عمرنا تحيطها شمس محرقة ورياح عاصفة ووجوه كئيبة وزمان لا يعرف غير القسوة..إن الشجرة الصغيرة تتحدى كل ما حولها وتكبر إنها تعانى آلام الفراق..وتواجه أشباح الافتقاد وتعيش وحيدة على أمل بلقاء قد يجىء وقد لا يجىء ورغم هذا تصمد الشجرة وتكبر وتصبح لها أجنحة تطير وأوراقا تسد حرارة الشمس وجذورا تمتد فى الأعماق فنتعلم منها الصبر والاصرار وإذا لم يجد الحب الرعاية من كل الأشياء حوله يتراجع وتتجمد فيه المشاعر فلا شوق ولا امل ولا عتاب..إنه يحتاج منا دائما قدرا من الرحمة إنه يبدو قويا ولكنه يعانى دائما من لحظات الضعف حين يجد نفسه وحيدا غريبا مشردا أمام اشياء تسمى البشر لا تعرف قدره ولا تدرك قيمته..ان الشجرة الضعيفة الواهية إذا لم تجد الماء ذبلت وتساقطت أوراقها وتراجعت جذورها وتمضى فى رحلة غياب قد تطول..ان الأشجار تحزن كما يحزن الإنسان تماما فما بالك إذا كانت شجرة حب جمعت قلوبا ووحدت المشاعر..مثل كل الأشياء فى الدنيا، الحب ينمو ويكبر ويترعرع حين نسقيه من رعايتنا واهتمامنا وحرصنا عليه اما إذا تركناه للعواصف والرياح فهو لا يتحمل كثيرا وسرعان ما تغيب الشجرة خلف أيام الحزن واليأس والجحود..الحب رعاية وحماية وإصرار على البقاء وإذا تخلينا عنه تخلى عنا وإذا اهملناه اهملنا ولا تتصور ان الشجرة التى غرستها فى قلب الصحراء يمكن ان تتحمل غيابك كثيرا إذا اهملتها اهملتك وإذا نسيتها نسيتك وإذا بخلت عليها بخلت عليك احذر دائما غضبة الحب إذا تمرد انه كائن هادئ وديع ولكنه لا يقبل ان يهان لأن كرامته تسبق كل شىء وهو حين ينتفض فى لحظة غضب يفعل كل الأشياء.

إذا زرعت يوما شجرة للحب فى صحراء أيامك تذكر دائما انها يمكن ان تحميك من وحشة الزمن وخسة البشر وصقيع الوحدة ولا تنسى ايضا انه يمكن ان يسافر فى لحظة وتجد نفسك وحيدا تفتش عن عمر ضاع وزمان لن يعود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحيانا  الندم لا يفيد أحيانا  الندم لا يفيد



GMT 04:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 04:30 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 04:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 04:24 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 04:22 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 04:19 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

عن الحيادِ والموضوعيةِ والأوطان

GMT 04:16 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أين يُباع الأمل؟

GMT 04:11 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

الجميع مستعد للحوار

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon