توقيت القاهرة المحلي 07:57:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحيانا .. الندم لا يفيد

  مصر اليوم -

أحيانا  الندم لا يفيد

فاروق جويدة

يولد الحب صغيرا ويكبر مع الأيام ولابد ان نوفر له الحماية والرعاية..إنه شجرة صغيرة تنبت فى صحراء عمرنا تحيطها شمس محرقة ورياح عاصفة ووجوه كئيبة وزمان لا يعرف غير القسوة..إن الشجرة الصغيرة تتحدى كل ما حولها وتكبر إنها تعانى آلام الفراق..وتواجه أشباح الافتقاد وتعيش وحيدة على أمل بلقاء قد يجىء وقد لا يجىء ورغم هذا تصمد الشجرة وتكبر وتصبح لها أجنحة تطير وأوراقا تسد حرارة الشمس وجذورا تمتد فى الأعماق فنتعلم منها الصبر والاصرار وإذا لم يجد الحب الرعاية من كل الأشياء حوله يتراجع وتتجمد فيه المشاعر فلا شوق ولا امل ولا عتاب..إنه يحتاج منا دائما قدرا من الرحمة إنه يبدو قويا ولكنه يعانى دائما من لحظات الضعف حين يجد نفسه وحيدا غريبا مشردا أمام اشياء تسمى البشر لا تعرف قدره ولا تدرك قيمته..ان الشجرة الضعيفة الواهية إذا لم تجد الماء ذبلت وتساقطت أوراقها وتراجعت جذورها وتمضى فى رحلة غياب قد تطول..ان الأشجار تحزن كما يحزن الإنسان تماما فما بالك إذا كانت شجرة حب جمعت قلوبا ووحدت المشاعر..مثل كل الأشياء فى الدنيا، الحب ينمو ويكبر ويترعرع حين نسقيه من رعايتنا واهتمامنا وحرصنا عليه اما إذا تركناه للعواصف والرياح فهو لا يتحمل كثيرا وسرعان ما تغيب الشجرة خلف أيام الحزن واليأس والجحود..الحب رعاية وحماية وإصرار على البقاء وإذا تخلينا عنه تخلى عنا وإذا اهملناه اهملنا ولا تتصور ان الشجرة التى غرستها فى قلب الصحراء يمكن ان تتحمل غيابك كثيرا إذا اهملتها اهملتك وإذا نسيتها نسيتك وإذا بخلت عليها بخلت عليك احذر دائما غضبة الحب إذا تمرد انه كائن هادئ وديع ولكنه لا يقبل ان يهان لأن كرامته تسبق كل شىء وهو حين ينتفض فى لحظة غضب يفعل كل الأشياء.

إذا زرعت يوما شجرة للحب فى صحراء أيامك تذكر دائما انها يمكن ان تحميك من وحشة الزمن وخسة البشر وصقيع الوحدة ولا تنسى ايضا انه يمكن ان يسافر فى لحظة وتجد نفسك وحيدا تفتش عن عمر ضاع وزمان لن يعود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحيانا  الندم لا يفيد أحيانا  الندم لا يفيد



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon