فاروق جويدة
من الخطأ ان يقال ان الرئيس رجب طيب اردوغان يتحدث باسم الشعب التركى ولكن يجب ان يقال انه صوت من أصوات جماعة الإخوان المسلمون فى تركيا..ان المسئولية الوطنية والسياسية تفرض على رئيس دولة مثل تركيا ان يكون دقيقا فى كلماته أمينا فى تصريحاته وإلا يقع تحت هوى جماعة أو فئة أو عصابة..لا أجد مبرراً للأحاديث المتكررة التى يطلقها الرئيس التركى ضد مصر والمصريين ولا ينبغى ان يتدخل رئيس دولة أجنبية فى شئون دولة اخرى بهذه الصورة الفجة.. ان المصريين لم يتدخلوا يوما فى الشأن التركى قديما او حديثا لأن ذلك شأن داخلى ونحن نحترم اختيارات الشعوب الأخرى صاحبة السلطة والقرار..هناك علاقات تاريخية بيننا وبين الأتراك كانت فيها ظلال كثيرة وكانت فيها ايضا روابط دينية لا ينكرها احد ولكن الرئيس اردوغان تجرأ كثيرا وخاض فى الشأن المصرى والسلطة المصرية والقضاء المصرى واخذ دور المدافع عن فصيل سياسى داخل مصر تقف بجواره فصائل وطنية اخري.. ان الخلاف بين المصريين وجماعة الإخوان المسلمين شأن داخلى بحت وقد احترمت معظم شعوب وحكومات العالم قرار هذا الشعب خلع الإخوان من السلطة لفشلهم فى ادارة شئون الدولة..وماذا فعل الرئيس اردوغان أمام المعارضة التركية وهى تقف ضده فى الانتخابات الأخيرة ويفقد حزبه الأغلبية التى كان يتمتع بها ويتباهى بها امام العالم؟..ماذا فعل أمام مئات الآلاف الذين خرجوا فى المظاهرات يرفضون استبداد السلطة التى تتمسح فى الدين؟..كان ينبغى ان يقدم الرئيس اردوغان نموذجا فى السلوك المترفع الذى يقرره الإسلام ولا يتدخل فى شئون الشعب المصرى من قريب أو بعيد..اذا كان اردوغان مازال يحلم بعودة الإمبراطورية العثمانية الغاربة فعليه ان يحلم بعيدا عن مصر والعالم العربى ربما وجد لنفسه طريقا مع الاتحاد الاوروبى الذى مازال يرفضه شكلا وتاريخا..ان الرئيس اردوغان متورط حتى الآن فى رعاية الإرهاب خاصة صمته المريب حول جماعات داعش ورغم هذا يتحدث عن الحريات والديمقراطية ولديه تاريخ اسود من القمع والاستبداد ضد الأرمن والأكراد وشعوب أخرى كثيرة.