فاروق جويدة
الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء برئاسة اللواء ابو بكر الجندى يقدم للدولة المصرية بكل مؤسساتها أرقاما وبيانات ومعلومات واحصائيات لا يستفيد منها احد ..
ولقد تطور هذا الجهاز واصبح قادرا على أن يتابع إحصائيات كل مؤسسات وأنشطة الدولة بصورة دقيقة..ولكن لا احد يستفيد من هذه الأرقام..آخر ما أعلنه الجهاز رقم توقفت أمامه حائرا وهو أن عدد الأطفال فى مصر اقل من 18 سنة قد بلغ 36% من سكان مصر من بينهم 18.7% ذكورا و17.4 إناثا وان هذا العدد الاجمالى قد بلغ 21.4 مليون طفل..لا شك أن الرقم كبير وخطير ومثير للدهشة..كم من هؤلاء تلاميذ فى المدارس وكم منهم فى الشوارع وكم منهم يعملون فى الورش والمصانع رغم أن القوانين تحرم ذلك..كم عدد اطفال الشوارع الذين ينامون تحت الكبارى والارصفة ويتاجرون فى المخدرات ويتسولون فى كل المناطق..أن التقديرات تقول انهم 3 ملايين طفل..وماذا عن الأطفال الذين يعملون وهم فى سنوات الطفولة، التقديرات تقول انهم ايضا 3 ملايين طفل..ان هذه الثروة يمكن أن تكون مستقبلا جديدا لهذا الوطن نحن أمام سكان دولة لان 21 مليون طفل عدد كبير..هؤلاء فى ظل منظومة أطفال الشوارع وغياب الرعاية الصحية والتعليم سيتخرج منهم 10 ملايين ارهابى وقاطع طريق ومجرم إذا عاشوا فى مجتمع لم يرحم طفولتهم وبراءتهم وحقهم فى حياة كريمة..وهؤلاء يمكن أن يتخرج منهم العلماء والمبدعون والفنانون والساسة وعلينا أن نختار لهم المستقبل الذى يليق بنا كشعب..إذا توافرت لهم وسائل الحياة الكريمة سوف يكونون عنصرا بناء وإذا اهملناهم سوف يضربون اساتذتهم ويحرقون مدارسهم كما فعلت الثمار المرة للعهد البائد .. إذا تركناهم للحزب الوطنى سوف تتحول براءتهم إلى احتيال .. وإذا تركناهم للإخوان المسلمين فسوف يصبحون أدوات تخريب وإرهاب .. إن إعلان مثل هذا الرقم من الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء رسالة واضحة اننا امام أجيال جديدة بهذه الأعداد الرهيبة اذا أنصفناهم أنصفونا وإذا بعناهم باعونا والمهم أن نفتح لهم أبواب المستقبل بالعلم والفكر والثقافة حتى لا يكونوا من ضحايا الإرهاب