فاروق جويدة
لا اجد مبررا لزيادة عدد اعضاء مجلس الشعب الجديد الى 630 عضوا إلا إذا كان الهدف توفير اماكن لأعضاء مجلس الشورى الذى الغى فى دستور 2014.
ان هذا العدد الكبير من الأعضاء يحتاج الى قاعة جديدة تستوعب الأعضاء والقاعة الحالية لمجلس الشعب فى مبناه الأثرى التاريخى لا تكفى وهذا جعل البعض يفكر فى إنشاء مبنى جديد للمجلس فى التجمع الخامس وهذه رفاهية لا تتحملها ميزانية دولة مدينة تعانى ظروفا اقتصادية صعبة .. على الجانب الآخر فإن زيادة عدد الأعضاء يعنى زيادة ميزانية المجلس، حيث يتطلب الأمر مكافآت للجلسات ونفقات العلاج والقروض التى يحصل عليها الأعضاء والوفود المسافرة للخارج وتأشيرات الحج والعمرة وكل هذه الأشياء سوف تضاف الى ميزانية المجلس .. هناك مكافآت الجلسات وهى تمثل عبئا كبيرا على ميزانية الدولة وهناك تكاليف علاج الأعضاء وسيارات المسئولين فى اللجان والسفريات الخارجية للأعضاء وتكاليف البوفيه وهى بالملايين .. إن القضية ليست زيادة عدد الأعضاء ولكن القضية الأهم هى اختيار افضل العناصر التى تمثل الشعب فى سلطته التشريعية وتشارك بالرأى والخبرة والحوار.. مازال فى مجلسنا الموقر اعضاء لا يقرأون ولا يكتبون وكان منهم من يتاجر فى تأشيرات الحج والعمرة لا نريد مجلسا يجيد الهتافات، ولكن نريد مجلسا يناقش القضايا ويكون صوتا حقيقيا لضمير الشعب..لا اجد ما يبرر زيادة 200 عضو الى مجلس الشعب ولكن اجد مليون مبرر لاختيار 400 عضو على اسس موضوعية .. نريد وجوها جديدة من الشباب فى المجلس الجديد ولا نتمنى ان تعود اشباح الماضى سواء رفعت راية الوطنى او الإخوان .. يجب ان يشعر المواطن المصرى ان هناك اشياء واشخاصا وظواهر تغيرت فى حياته.. حين نشاهد البرلمانات فى الخارج يتضح لنا مستوى الحوار ولغته ومستواه ونجد اشخاصا يناقشون القضايا بعمق وإخلاص ومصداقية .. إذا كان الهدف من زيادة عدد اعضاء مجلس الشعب مزيدا من المصفقين فهذه بداية سيئة لمجلس جديد نحن لسنا فى حاجة لمن يصفق ولكن فى حاجة حقيقية لمن يناقش ويحاور ويكون صوتا للعدل والمصداقية .