توقيت القاهرة المحلي 11:49:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفيقوا يرحمكم الله

  مصر اليوم -

أفيقوا يرحمكم الله

فاروق جويدة

اختلفنا فى زمان مضى سنوات طويلة ايهما يسبق الآخر رغيف الخبز ام الديمقراطية وكانت النظم الحاكمة ترى ان رغيف الخبز ضرورة وان الديمقراطية رفاهية وجاء علينا وقت لم نجد فيه الاثنين معا فلا نحن وجدنا الرغيف ولا وجدنا الحرية.
وبعد ثورة يناير تحول المصريون الى اسطورة عالمية حين خرج الشعب واطاح بالنظام واسقطه من عرشه وقال العالم كيف قدم المصريون هذا النموذج الرفيع فى الثورة .. ولم يستمر الحال طويلا فقد قفز الإخوان المسلمون على الثورة ووصلوا الى الحكم واستولوا على اكبر دولة عربية ولكنهم سرعان ما اخفقوا امام قصور التجربة وفشل الإدارة وعدم القدرة على إدارة شئون بلد كبير فى حجم مصر.. وكما فشلت انظمة سابقة فى تحقيق معادلة الحرية والرغيف فشلت تجربة الدين والسياسة.. ومازلنا حتى الآن ندور فى فلك فوضى الشارع وارتباك المشهد وبقى السؤال حائرا هل هو الرغيف ام هى الحرية والسؤال ولماذا لا يكون الاثنان معا ان الإنسان لا يستطيع ان يعيش بلا رغيف وهو لا يستطيع ايضا ان يبقى سجينا طوال حياته .. ولهذا لا بد ان تتغير نظرتنا للحياة والأشياء لأن الديمقراطية لا تعنى فقط المظاهرات ولا يوجد شعب فى العالم لديه القدرة ان يتظاهر طوال العام بلا عمل او إنتاج ومن أين يعيش إذا تحولت الحياة الى شكل من اشكال الفوضى ان السبب فى ذلك كله هو الفهم الخاطئ للأشياء لأن توفير رغيف الخبز يعنى بالضرورة العمل والإنتاج، والحرية والديمقراطية لا تعنى ان نجلس فى الشوارع رافضين كل شىء من هنا لا بد ان نسترد شيئا عزيزا هو الأمن والاستقرار .. ان الحياة بلا امن صفقة خاسرة ورغيف الخبز بلا استقرار عمر ضائع والديمقراطية بلا ضوابط تصبح حالة من حالات الفوضى المزمنة .. وعلى المصريين ان يراجعوا انفسهم لأننا لن نقوم بثورة كل يوم ولن نخلع رئيسا كل عام ولن نجد من يمد لنا يد المساعدة ونحن لا نعمل .. افيقوا يا بشر يرحمكم الله .
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفيقوا يرحمكم الله أفيقوا يرحمكم الله



GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 08:05 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترمب وماسك... مشعلا الحرائق

GMT 08:04 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

إيران: مواءمة قطع الأحجية الخاطئة الراهنة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon