فاروق جويدة
راهنت أمريكا على الحكام العرب فخسرت الشعوب العربية .. احتلت العراق تحت دعاوى حقوق الإنسان والديمقراطية فلا العراق استسلم ولا امريكا انتصرت ..
وذهبت لتحارب في أفغانستان ضد الإرهاب واتسعت دوائر الإرهاب في العالم كله .. ووقفت أمريكا ضد الرئيس السورى بشار الأسد وعادت تتفاوض ربما عاد الاستقرار الى سوريا ووقفت أمريكا ضد المشروع النووى الإيرانى وفى نهاية المطاف جلست تتفاوض مع ايران لتقسيم الغنائم وراهنت أمريكا على الإخوان المسلمين في مصر واكتشفت ان الرهان خاسر .. وأمام الفشل الأمريكى في كل القرارات السابقة واللاحقة عادت إلى أساليب المؤامرات القديمة ضد الشعوب على الطريقة الإنجليزية فرق تسد .. حرضت الشيعة على السنة في العراق وقسمت العالم العربى إلى مسلمين وغير مسلمين وقدمت الدعم والسلاح والمال للمليشيات الإرهابية في أكثر من مكان وقربت إيران وتفاوضت معها وباعت كل الأصدقاء القدامى ومازالت تقف مع إسرائيل رغم أنها خسرت كثيرا بسبب هذا الدعم .. لم تترك أمريكا دولة عربية في حالها وتركت كل دول العالم وجلست في العالم العربى تدبر المؤامرات وتخلع الرؤساء وتدعم هذا ضد ذاك وظلت لا تعترف الا بشئ واحد إما أن تكون عميلا أو لا مكان لك في سلطة القرار الأمريكي..إن الأزمة الحقيقية التى تعيشها امريكا الآن انها فرطت في اعداد كبيرة من العملاء وحين انكشف الوجه الحقيقى لم تعد تجد أحدا يثق فيها ليكون عميلا..أمريكا الآن تدور في كل العواصم العربية تبحث عن عملاء جدد لأن رصيدها ضاع فمن قتل قتل ومن مات مات ومن سجن سجن وهى الآن تبحث عن وجوه جديدة إلا أن الأزمة الحقيقية التى لا تعترف بها أمريكا أن الشعوب أفاقت وخرجت من غفلتها وان هذه الشعوب فقدت ثقتها في العم سام وهو يتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية الكاذبة..لم يبق أمام أمريكا غير ابنها الشرعى وهو الإرهاب الذى جاءت به لكى يكون شبحا يخيف العالم فانقلب عليها وأصبح يراها العدو الحقيقى للشعوب..لا احد يدرى كيف يمكن لأمريكا استنساخ العملاء القدامى في وجوه جديدة.