فاروق جويدة
كانت امريكا وراء إقامة منظمة القاعدة لتواجه بها الإحتلال السوفيتى فى افغانستان وشجعت الإدارة الأمريكية كل عمليات التمويل التى قدمت السلاح للقاعدة على اساس انها تيار إسلامى عقائدى يحارب الشيوعية والإلحاد ..
وبعد ان انسحبت القوات السوفيتية من افغانستان انتشرت فى العالم كوادر القاعدة ابتداء بالدول العربية والإسلامية وانتهاء بالغرب.. وتحولت القاعدة الى شبح يطارد كل دول العالم بما فيها امريكا التى صنعتها وشجعتها واطلقتها على بلاد العالم..وبعد احداث سبتمبر وسقوط البرجين الشهيرين قررت امريكا ان تواجه القاعدة وان ترصد كل تحركات زعيمها بن لادن واحتلت افغانستان لكى تنطلق من هناك فى حرب مع القاعدة لم تحسم حتى الآن..ثم جاء احتلال العراق وتقسيمه الى طوائف شيعية وسنية..وبعد ان كانت المواجهة بين امريكا والقاعدة فى افغانستان انتقلت الأن الى العراق ولم تجد امريكا وسيلة غير ان تلجأ الى الدول العربية بعد ان خربت العراق .. لقد كانت امريكا وراء إنشاء القاعدة واحتلال افغانستان والعراق وسقوط الاتحاد السوفيتى وما حدث فى ليبيا وتونس وسوريا واليمن وهى الآن تدفع الثمن امام منظمة ارهابية لا احد يعلم من أين جاءت وكيف ظهرت، ان داعش التى انتشرت قواتها فى العراق تمثل سرا غامضا لا احد يعرف كيف نشأ وما هى الأيدى التى شيدته .. انه امتداد للقاعدة وهو يمثل صورة جديدة من صور الإرهاب المسلح والأخطر من ذلك انه يملك المال والسلاح فقد وضع يده على عدد من مناطق البترول فى العراق وله جسور مع سوريا وقد يمتد تأثيره الى ليبيا ومناطق اخرى .. رغم ان امريكا تخلصت من زعيم القاعدة بن لادن وحاولت حصار هذا التنظيم الإرهابى الخطير إلا انه من وقت لآخر يطل عليها ويهدد استقرار المنطقة بل العالم كله..ان الشبح الذى اقامته امريكا ليحارب الاتحاد السوفيتى فى افغانستان قد تكاثر فى العالم كله ليصنع اسطورة جديدة للإرهاب على طريقة الأفلام الأمريكية فى صناعة الوحوش والخوارق التى تكبر فى المستنقعات لقد حاولت امريكا تصدير الإرهاب للعالم واكتشفت انه يحاصرها وليست بعيدة عنه .