بقلم فاروق جويدة
حين يغادر الرئيس أوباما البيت الأبيض بعد 8 سنوات من الحكم لن تكون لديه صفحات كثيرة مضيئة في تاريخ أمريكا ولكن سوف يتوقف العالم عند وعود كثيرة لم تتحقق وأزمات كثيرة في العالم شاركت أمريكا في صنعها وقبل هذا كله سوف تبقى قضية الإرهاب هذه المأساة الكبرى التى تتحمل أمريكا مسئوليتها منذ احتلت العراق وأفغانستان..
حين وقف الرئيس أوباما في جامعة القاهرة منذ سنوات وتحدث عن القضية الفلسطينية وإقامة دولتين في فلسطين اعترف أخيرا بأنه فشل في تحقيق هذا الوعد ولكنه لم يعترف بأنه كان شريكا في كل ما حدث للشعب الفلسطينى في السنوات الماضية.. كان الرئيس اوباما قد وعد بالرحيل عن العراق وأفغانستان وسحب القوات الأمريكية ولكنه لم ينسحب بل انه شارك في دمار سوريا وليبيا وبعد ان كان العراق مأساة عربية دخلت دول أخرى قائمة الانهيارات في العالم العربى.. كان الرئيس أوباما قد وعد بالقضاء على الإرهاب ونسى ان يعترف بأن الإدارة الأمريكية احتلت العراق ودمرت أفغانستان وشاركت فى الحرب على سوريا وتركت قوات الأطلنطى تدمر ليبيا ولم يدرك ان كل ذلك شارك في اتساع دوائر الإرهاب حتى وصلت داعش إلى باريس وبروكسل واقتحمت معاقل الأمن الغربى في أكثر من مكان.. سوف يرحل الرئيس أوباما من البيت الأبيض وخلفه سجلات كثيرة وقضايا لم يستطع ان يحسم شيئا فيها ابتداء بالخروج من مستنقعات الدم وانتهاء بكوارث الإرهاب لن يأخذ الرئيس أوباما من التاريخ غير سطور قليلة فلم يترك خلفه انجازات تستحق ان تكون صفحات مضيئة.. كان العالم متفائلا وهو يستقبل رئيسا اسود على رأس السلطة في أمريكا يتحدث عن حقوق الإنسان والحريات والكرامة الإنسانية ولكن سرعان ما سقط الرئيس الشاب يومها في تلك الدائرة الجهنمية التى تدير القرار الأمريكى ما بين الرأسمالية المتوحشة والإطماع الأزلية وتجارة الموت والسلاح.. ان السؤال الذى سيطرح نفسه بعد أوباما هل تنسحب منطقة الشرق الأوسط من دائرة الاهتمام الأمريكى بعد البترول والإرهاب والدمار الذى لحق بها.. ام تنكمش أمريكا داخل حدودها فلم تعد في حاجة للآخرين؟