توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أى الأشياء أبقى؟

  مصر اليوم -

أى الأشياء أبقى

فاروق جويدة

آى الأشياء أهم في حياة الإنسان..الحب..أم المال..أم الصحة..حين يقف الإنسان وحيداً في آخر المشوار يواجه قدره أى هذه الأشياء سيبقى معه.. هل تبقى ذكريات حب عاشها وشعر فيها بإنسانيته..أم سيبقى المال الذى تكدس في حساباته ما بين الحلال والحرام..أما الصحة فهى زائر عزيز سرعان ما يحمل أشياءه ويرحل حين تخبو نبضات القلب وترتعش الايدى وتهدأ الأنفاس..حين تغمض عينك على ذكرى جميلة لإنسان احبك قد لا تجد في حياتك أشياء كثيرة ولكن سوف تجد يداً تمتد إليك في ساعة ألم أو حزن و ضيق..إنها رسول سلام يمنحك الأمن والسكينة وسط ليالى موحشة..ليس من الضرورى ان تجتمع حولك عشرات القلوب ولكن يكفى فى زحام المشاعر وتكدس الأيام ان تجد قلبا صادقا بجوارك..ان القلب المتعب يفيق على نظرة حانية وابتسامة صافية ووجه ملائكى جميل..ساعتها سوف تدرك ان الحب هو الغنى الحقيقى..لا يهم ان تكون في قصر منيف أو بيت صغير أن المهم ان تشعر بالدفء والرحمة.

وحين تجلس وتشاهد حولك دفاتر الشيكات والقصور والأصول والأموال والأطباء حولك عاجزون على استرداد لحظة من عمر مضى..تتمنى ان تأكل شيئا..أن تزور مكانا ما..ان تستعيد ذكرى مع قلب أحببته ان تبحث عن دواء ولا تجده ان تفكر في السفر ولا تستطيع لأن الجسد همد والنبض خفت ساعتها سوف ترى المال مجرد خرائب تحيط بك وتسأل نفسك من أين جاء هذا المال وهل كان حلالا أم أنه تلوث كثيرا في مستنقعات الحرام..وتندم على ما مضى حيث لا يفيد الندم.

وحين تراودك الصحة عن نفسها وتكتشف ان البدن ضاق من قسوة الأحلام وان الجسد لم يعد يحتمل حشود الألم والمعاناة وتتمنى ان تعيش ليلة من زمن بعيد كنت فيه الفارس المقدام والدنيا أمامك اكبر من كل أحلامك وتتعجب كيف صار الجسد عبئا..وأصبحت الأحلام بعيدة المنال وما كنت تجرى إليه أصبح تحت أقدامك ولكنك لا تستطيع الوصول إليه..ساعتها سوف تتمنى ان تعيش لحظة جنون قديم لأنها أفضل كثيرا من جسد أثقلته الهموم..لهذا حاول ان تختار أشياء تبقى ولا تخدعك أشياء لن تدوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أى الأشياء أبقى أى الأشياء أبقى



GMT 04:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 04:30 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 04:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 04:24 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 04:22 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 04:19 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

عن الحيادِ والموضوعيةِ والأوطان

GMT 04:16 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أين يُباع الأمل؟

GMT 04:11 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

الجميع مستعد للحوار

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon