فاروق جويدة
فى مصر الآن مئات بل آلاف الجمعيات الخيرية التى يقوم نشاطها على تبرعات المواطنين، وعلى شاشات التلفزيون كل ليلة تشاهد الأطفال المرضى ودعوات التبرع والمشاركة والمساهمة فى هذه الجمعيات .. هناك جمعيات صحية وأخرى خدمية، وهناك أيضا جمعيات لأطفال الشوارع والمسنين ودور الأيتام ..
ولا أدرى هل الإعلانات التى تروج لهذه الجمعيات مدفوعة الأجر أم إنها مساهمات من الفضائيات، أم إنها من أموال المتبرعين .. ولا شك أن الفرق كبير جداً لأنه لا يعقل أن تجمع هذه الجمعيات التبرعات لكى تنشر بها إعلانات على الفضائيات حتى ولو كان الهدف جمع المزيد من المال .. هنا ينبغى أن نتساءل عن الموقف المالى لهذه الجمعيات وهل تخضع حساباتها للأجهزة الرقابية بأى صورة من الصور أم أن العملية فوق الحساب..
إن هذه الجمعيات تتلقى جزءا كبيرا من أموال الزكاة دون رقابة من احدا كما انها تتلقى أموالا ضخمة من الأشقاء فى الدول العربية سواء الأخوة العرب أم المصريين العاملين فى الخارج وهناك ملايين المصريين الذين يقدمون زكاة المال والفطر إلى هذه الجمعيات ..
لا أدرى ما هى الجهة التى تشرف على حسابات هذه الجمعيات خاصة انها تعمل فى أكثر من مجال .. لقد قرأت فى بيان صادر عن جهة رسمية فى الحكومة أن عدد أطفال الشوارع فى مصر لا يتجاوز 16 ألف طفل وهذا رقم يثير التساؤل لاننا قد نجده فى مدينة واحدة وربما حى واحد ولو فتشت تحت كبارى القاهرة سوف تجد عشرات بل مئات الآلاف من الأطفال ..
أحيانا اصدق ما اقرأ أو اسمع عن الجمعيات الخيرية ومنها مثلا مؤسسة د. مجدى يعقوب فى أسوان ولكن هناك جمعيات أخرى تثير الكثير من الشكوك، خاصة تلك التى تمثل جزءا من نشاط بعض رجال الأعمال .. أنا لا اشكك ولكن أطالب برقابة مالية على حسابات هذه الجمعيات وما تتلقاه من تبرعات من الداخل أو الخارج ..
إننا نشجع النشاط الاهلى فى خدمة المجتمع ولكن ينبغى أن يتسم بالشفافية والانضباط والحق أحق أن يتبع.