فاروق جويدة
كلما جاء رمضان الشهر الكريم تذكرت قراء مصر العظام الذين حملوا إلى المسلمين في كل بلاد الدنيا آيات قرآننا الكريم بأصوات جميلة وأداء رصين وخشوع في التلاوة..وكنت دائما اسأل أين هذه المدارس القرآنية الآن كان لكل قارئ مدرسته التى تختلف في الأداء عن المدارس الأخرى ان مدرسة الشيخ محمد رفعت غير مدرسة مصطفى إسماعيل غير الحصرى غير عبدالباسط عبدالصمد أو البنا أو المنشاوى أو شعيشع والصيفى وزاهر وعلى محمود والشعشاعى..كل قارئ من هؤلاء كان حالة خاصة وكان له ملايين المستمعين في كل بلاد العالم..كانت بعثات القراء المصريين إلى الدول الإسلامية فى شهر رمضان رسالة حب وإيمان من الشعب المصرى بلد الأزهر الشريف إلى المسلمين في كل مكان..كنت تراهم نجوما مضيئة طوال ليالى الشهر الكريم..وللأسف الشديد ان هذا التواصل قد انقطع..لم تعد هناك مدارس لقراءة القرآن كما كانت ولم يعد لدينا هذا العدد وهذه القامات من المقرئين الكبار وتراجع عدد الوفود المسافرة في شهر الصيام إلى الدول الإسلامية وبعد ان كان موسم الهجرة إلى هذه الدول عيدا سنويا للشعوب الإسلامية اختفت الأسماء والمدارس والوفود كانت قراءات القرآن الكريم لها مدارس في التلاوة وكانت المدرسة المصرية هى الأعرق والأقدم والأكثر انتشارا في العالم..وكانت لدينا بالفعل أصوات بديعة في تلاوة القرآن الكريم وهو كتاب مليار ونصف مليار إنسان على هذه الأرض..لا أدرى كيف فرطنا في هذا الدور وكيف تراجع عدد القراء المصريين وكيف اختفت الوفود المسافرة وقبل هذا كله اين المدارس الجديدة في الأداء والتلاوة والأصوات الجميلة..لا أدرى ما هى الجهة التى يمكن ان نشاهدها لكى تعيد هذا المجد القديم وهذا الدور العظيم هل يمكن ان يشارك الأزهر الشريف في هذه المهمة أم إنها نقابة قراء القرآن الكريم أم إنها الإذاعة والتليفزيون وكانت دائما ترعى الأصوات الجديدة وتقدمها للناس ان آخر الأجيال التى أكملت مشوار قرائنا الكبار كان عددهم قليل جدا ومنهم الشيخ الطبلاوى والدكتور نعينع فهل يمكن ان نستعيد هذا الكيان العريق من قوة مصر الناعمة.