فاروق جويدة
كانت انجلترا دائما هى المطبخ السياسى الذى يلجأ إليه الغرب فى تحليل ومراجعة المواقف فى العالم العربى والسبب فى ذلك ان الاحتلال الانجليزى تسلل إلى كل شىء فى الدول العربية حتى فى ظل وجود الهيمنة العثمانية..وكانت انجلترا وراء الكوارث الكبرى التى لحقت بالعالم العربى ابتداء باتفاقية سايكس بيكو التى مزقت الدول العربية وانتهاء بوعد بلفور المشئوم وإقامة دولة إسرائيل والكيان الصهيونى فى ارض فلسطين والسياسة الانجليزية قامت دائما على عناصر أهمها زرع الخلايا التى تدين لها بالولاء ومبدأ فرق تسد، ولهذا احتضنت دائما الأقليات المعارضة فى أراضيها..ولم يكن غريبا ان تظهر حماقات السياسة الانجليزية فى أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للندن..ان يتحدث ديفيد كاميرون رئيس وزراء انجلترا عن الطائرة الروسية وأسباب سقوطها رغم ان التحقيقات الدولية التى تشارك فيها أكثر من دولة مازالت تجرى فى القاهرة وان يعلن عودة 22 ألف سائح انجليزى من شرم الشيخ فى يوم واحد وان يتحدث الإعلام الانجليزى عن أسباب سقوط الطائرة الروسية وكأنها حقائق ثابتة قبل زيارة الرئيس السيسى بأيام هذه الشواهد تؤكد ان الانجليز لم يتغيروا ولن يتغيروا فمازالت السياسة الانجليزية حتى الآن تقوم على الألاعيب والتحايل فى معظم الأحوال.. إن قصة سقوط الطائرة لم يكن فيها مواطن انجليزى واحد والجانب الروسى صاحب الطائرة لم يتهم ولم يتحدث عن أسباب سقوط الطائرة وكان أمرا غريبا أن يخرج رئيس وزراء انجلترا ويطالب مواطنيه بالعودة من شرم الشيخ وان يتحدث عن أشياء لم تؤكدها لجنة التحقيق بعد وإذا كانت لديه حقائق وليس مجرد معلومات عن أسباب سقوط الطائرة فكان ينبغى طبقا للأعراف الدولية ان يقدمها للجنة التحقيق فى مصر وفيها خبراء من أكثر من دولة.. إن اقل ما يوصف به السلوك الانجليزى انه جاء خارج السياق تماما وهذه عادة الانجليز.. إن ما حدث فى الأيام الأخيرة من ردود أفعال تجاه مصر جاءت جميعها بعد الموقف الانجليزى بما فى ذلك قرار روسيا نفسها بسحب مواطنيها من مصر وهذا يؤكد أن انجلترا لم تتغير.