توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اجتياح غزة

  مصر اليوم -

اجتياح غزة

فاروق جويدة

حين حمل الفلسطينيون السلاح ضد بعضهم كانت معارك السلطة وحماس .. وحين انقسم الشارع الفلسطينى على نفسه بين السلاح والمقاومة .. وحين فرط الفلسطينيون فى رموزهم الوطنية وتحولت مواقفهم إلى صراعات سياسية ودينية هنا تراجعت قضية الشعب الفلسطينى وكانت يوما قضية العرب الأولى.
لم يخسر الفلسطينيون قضيتهم فقط ولكنهم فقدوا جزءا كبيرا من الدعم العربى وقف معهم فى يوم من الأيام .. حين انقسم زعماء القضية الفلسطينية ما بين المقاومة والسلام وما بين غزة والضفة وما بين حماس والسلطة انقسمت الشعوب العربية بينهم ووجدنا من يدعم حماس ومن يؤيد السلطة ولعبت السياسة دورا خطيرا فى تراجع القضية الفلسطينية .. والأخطر من ذلك ان الانقسامات الدينية التى بدأت فى غزة تحولت إلى مناطق أوسع ما بين السنة والشيعة
وكانت سوريا يوما مركزا من أهم مراكز المقاومة وكان حزب الله داعما للشعب الفلسطينى وجدنا إيران تتسلل إلى المشهد بينما كانت كارثة العراق ثم الحرب الأهلية فى سوريا ثم معركة الإرهاب فى سيناء ضد مصر وجيشها .. كل هذه النتائج تركت أثرا كبيرا على القضية الفلسطينية التى كانت يوما قضية العرب الأولى مهما كانت الخلافات السياسية. كانت الشعوب العربية تحتمل الصراعات السياسية ولكن حين وصلت الانقسامات إلى البعد الدينى زادت الفجوة بين أبناء الوطن الواحد والقضية الواحدة .
لقد شجعت إسرائيل هذه الانقسامات ونجحت فى ذلك نجاحا كبيرا وترتب على انقسامات الفلسطينيين انقسام الشارع العربى تجاه القضية كلها .. والآن تتجه الآلة العسكرية الإسرائيلية الوحشية إلى غزة فى عملية وحشية جديدة والعالم العربى يقف متفرجا لان الشعب الفلسطينى حين انقسم على نفسه فتح أبوابا كثيرة لانشقاق الصف العربي.. إن إسرائيل الآن تجنى ثمار ما حدث فى العراق وسوريا وليبيا فى وقت تدفع فيه حماس ثمن صراعات كثيرة شاركت فيها رغم أنها كانت يوما تمثل ضمير شعب ومستقبل وطن .. لقد أخطأت القيادات الفلسطينية يوم حملت السلاح ضد بعضها والآن تدفع الثمن غاليا .
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اجتياح غزة اجتياح غزة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon