توقيت القاهرة المحلي 09:29:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإنسان لم يولد قاتلا

  مصر اليوم -

الإنسان لم يولد قاتلا

فاروق جويدة

لا أدرى كيف تسللت أشباح القسوة في حياتنا وكيف تقتحم حياة الناس بهذه الضراوة، وتشوه أجمل ما في البشر وهى الرحمة..
اقرأ كثيرا عن جرائم القتل، وفى زمان مضى كنا لا نسمع عن هذه الجرائم كثيرا.. ولكن صحفنا الآن لا تخلو من أكثر من جريمة كل يوم..والغريب في هذه الجرائم هو نوع القسوة.. من يقتل أباه.. ومن يقتل أمه.. ومن تقتل زوجها من أجل عشيق ومن تقتل طفلها ومن يقتل زوجته لكى يتزوج امرأة أخرى.. ولا أدرى لماذا لا تنفصل الزوجة عن زوجها وتتزوج من تحب بدلا من بدلة الإعدام وحبل المشنقة ولماذا تقتل الأم ابنها من اجل عشيق له مئات العشيقات.. ولماذا كل هذا العنف في حياتنا؟ أحيانا أقول إنه الجهل وعدم الثقافة ولكن ما أكثر الجرائم التى ارتكبها متعلمون ودارسون.. وفى أحيان أخرى أقول إنه الفقر ولكن ماذا عن اسر غنية قتلت وقد أرى ان العنف أصبح جزءا من حياة الإنسان المعاصر وان روائح الدم التى أغرقت وجه العالم تسللت إلى عيون وقلوب ومشاعر الصغار..ان الحروب والقتل والإجرام على الشاشات تنقل كل يوم لملايين البشر وجه حضارة فقدت إنسانيتها وتحولت إلى مذابح بشرية، ان لون الدم الذى اغرق الشاشات سنوات طويلة هو الذى جعل الطفل الصغير يعتاد على ما يرى، وحين كبر تحول إلى قاتل لأن القتل على الشاشة كان شيئا عاديا ابتداء بذبح الضحايا في داعش وانتهاء بغرق الأطفال..كان الأطفال في زمان مضى يلعبون بالخيول والعرائس والآلات الموسيقية والآن يقتلون بعضهم بالألعاب الإلكترونية ويتعلمون العنف على الشاشات..على جانب آخر فأن افلام القتل والعنف التى انتشرت في العالم كله أصبحت غذاء إجراميا دائما للأطفال الصغار من كل جنس ولون ولغة..ان أكثر الأفلام رواجا في عالم الطفولة هى أفلام الرعب والعنف والدمار.. ان هذا يعنى ان الإنسان لا يولد قاتلا ولم يرضع جرائم العنف في لبن أمه، ولكن هناك عالما فرط في مسئوليته الإنسانية والأخلاقية وأصبح العنف فيه مصدر ثراء وأموال، وصار القتل عادة يومية تبدأ بمسلسل في التليفزيون وتنتهى عند حبل المشنقة، والفاعل مجهول. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنسان لم يولد قاتلا الإنسان لم يولد قاتلا



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon