فاروق جويدة
شعرت بحزن شديد بل شعرت بالمهانة وانا اقرأ أسماء 13 دولة عربية شاركت المخابرات الأمريكية في عمليات التعذيب بالوكالة بعد أحداث 11 سبتمبر ..
قدم التقرير الخطير عن تجاوزات المخابرات الأمريكية ضد المعتقلين والمشتبه فيهم أسماء الدول والأشخاص الذين تم الاعتداء عليهم وقد واجه التقرير عاصفة قوية من الرفض العالمى والإدانة من كل المؤسسات الحقوقية في العالم .. هذا التقرير الذى نزع عن أمريكا كل أثواب حقوق الإنسان والعدالة والكرامة الإنسانية التى تشدقت بها زمنا أمام العالم . وهذا التقرير الذى يمثل إدانة تاريخية لكل من شارك فيه ابتداء بأجهزة التخابر الأمريكية وانتهاء بأنظمة عربية فتحت سجونها وشاركت في تعذيب المعتقلين الذين ثبتت براءة الكثير منهم..من يحاسب الآن اجهزة الأمن العربية التى عذبت هؤلاء ومارست كل الوان التعذيب ابتداء بالاعتداءات الجنسية وانتهاء بالإغراق وأساليب وحشية في الحصول على اعترافات غير صحيحة ومنها امتلاك العراق للأسلحة النووية وعلاقة صدام حسين بالقاعدة وقد ثبت بعد ذلك كذب هذه الاعترافات..لقد ذكر التقرير المهين أسماء الأشخاص الذين تم تعذيبهم في السجون العربية وكانت الطائرات الأمريكية تطوف الاراضى والسماوات العربية حاملة هؤلاء المعتقلين في صفقات للتعذيب بالوكالة دارت أمام عيون مؤسسات حكومية عربية والغريب انه فى كل عام كان وزراء الداخلية العرب يعقدون اجتماعا سنويا لمناقشة قضايا الأمن العربى وكانت الشعوب العربية تتصور ان هذه الاجتماعات من اجل تحقيق الاستقرار للإنسان العربى وكانت هذه الاجتماعات صفقات تتم بين أمريكا والنظم العربية من اجل القتل والتعذيب بالوكالة. حين قرأت التقرير أدركت لماذا كانت الثورات العربية ولماذا انتفضت الشعوب في أكثر من دولة ولماذا عشنا حتى رأينا الطغاة خلف قضبان السجون صحيح أنهم لم يتعرضوا للتعذيب كما فعلوا في أبناء شعوبهم ولكن التاريخ لن يرحمهم واخرج من جحور الإدارة الأمريكية أخيرا وثيقة إدانة وعار لكل من شارك في هذه الجريمة..كانوا عملاء بالوكالة..وعملاء في التعذيب وعملاء في نهب ثروات شعوبهم وعملاء في تجريف أوطانهم..وهذه نهاية كل مستبد.