فاروق جويدة
مشاهد قليلة تابعتها على شاشات الفضائيات وشد انتباهى اعمال العنف والضرب والسكاكين والدماء التى سالت امام اطفال صغار يجلسون فى البيوت يتابعون التلفزيون، ان الشىء الغريب ان اعمال العنف والفوضى والجنون ليست لها مبررات درامية حتى يقتنع بها المشاهد
ولنا ان نتصور مسلسلا بدأ بالسكاكين واطفال الشوارع والمعارك الدامية .. إذا كان الهدف تقليد الأفلام الأجنبية فإن العنف فى هذه الأفلام له مبرراته الدرامية والإنسانية والواضح ان التقليد الأعمى يصل بنا الى نتائج سيئة فى كل شىء .. هناك افلام اتسمت بالعنف وحققت نجاحا جماهيريا واسعا وربما كان ذلك هو السبب فى انتاج مسلسلات على نفس الأسلوب ونفس الطريقة حيث تبدأ بالسكاكين وتنتهى فى دار الإفتاء واحكام الإعدام .. هناك مجموعة من كتاب الدراما الجدد يمصرون الأعمال الأجنبية ويوهمون الناس انها دراما مصرية اين هذا البطل الذى يشبه ستالونى حتى يقدم مسلسلا او فيلما مصريا .. لقد توقفت عند مسلسل سراى عابدين وهو يقدم شخصية الخديوى إسماعيل وهو من اكثر الحكام المصريين الذين دار حولهم جدل طويل خاصة انه يمثل نموذجا للحاكم الحالم الذى لم يقدر امكانياته التقدير الصحيح .. وقد لاحظت ان المسلسل من حلقته الأولى يتجه الى تقليد المسلسل التركى حريم السلطان هناك مساحات كبيرة من التشابه فى الشخصيات والأماكن وحتى الموسيقى هذا بجانب التركيز على الشخصيات والعلاقات النسائية والشىء المؤكد ان المسلسل التركى قام على العلاقات النسائية فى القصور التركية ولكننا امام شخصية تاريخية كان لها دور كبير فى صياغة مصر الحديثة فى كل مجالات الحياة هناك اخطاء ارتكبها الخديوى إسماعيل ولكن الشىء المؤكد ان له انجازات كبيرة.. ان التأثر بالمسلسلات والأفلام الأجنبية حق مشروع ولكن النقل وسرقة الأعمال الفنية جريمة يعاقب عليها القانون .. يجب على الذين يقومون بتقليد الأعمال الفنية الأجنبية ان يراعوا ان الزمان تغير وان وسائل الاتصال الحديثة تستطيع كشف جرائم السرقة والتزوير.. حرام ان يكون رمضان شهر الرحمة بهذه الصورة القاسية عنفا ودما.