فاروق جويدة
ضاقت الثعابين بحرارة الجو فى لندن، فخرجت من الحدائق واتجهت إلى الشوارع تتسكع فيها، وشاهد سكان المدينة العتيقة أنواعا مختلفة من الثعابين فى الألوان والأحجام والأنواع.. هذا ما نشرته الصحف اخيرا حول موجة الحر الرهيبة التى تجتاح العالم كله.. وفى لندن اكبر مساحة من الحدائق بكل أنواعها، ويكفى انك تسير بالساعات فى الهايد بارك فى قلب المدينة حيث المطاعم والأماكن العامة، ولا شك أن موجة الحر هذا العام تختلف تماما عن الأعوام السابقة خاصة ان دول أوروبا لم تعرف هذا الارتفاع الرهيب فى درجات الحرارة..قليلا ما كنت تجد مكيفات للهواء فى الفنادق الكبرى كل ما هناك ان التدفئة هى الأهم، لأن هذه الدول لم تعرف يوما هذه الشمس الحارقة..ومع ارتفاع درجة الحرارة ارتفعت درجة الرطوبة وكلاهما يصيب الإنسان بحالات اختناق حادة..لقد بدأت دول العالم تعيد حساباتها أمام التغيرات الحادة فى درجة الحرارة وبدأت باستخدام اجهزة التكييف فى دول وأماكن لم تعرفها من قبل، ولا شك ان ذلك سوف يفرض أساليب مختلفة فى التعامل مع الجو ودرجات الحرارة وسوف تفرض حرارة الجو والتغيرات فى المناخ على دول العالم التزامات مالية ضخمة، فهى شعوب لم تعرف المكيفات ولم تدخل بيوتها وفنادقها فى يوم من الأيام والمطلوب الآن ليس فقط إيجاد هذه المكيفات حيث يسكن البشر ولكن مطلوب تركيب مكيفات فى الحدائق حتى لا تخرج الثعابين مرة أخرى..ولنا ان نتصور الحياة فى أكثر المدن تقدما..ما بين الحر والرطوبة وحشود الثعابين الهاربة فى الشوارع.. مطلوب من العلماء والباحثين مناقشة هذه الظواهر الكونية الجديدة قبل ان تذوب الثلوج فى المناطق القطبية وان يرتفع منسوب المياه فى البحار ويغرق بعض المناطق الآمنة.. وقبل ان تتحول مناطق كثيرة فى العالم إلى أفران ولكن بلا خبز..ويقف العالم حائرا الآن أمام الطبيعة الغاضبة وهو يتساءل وماذا بعد الحرارة وماذا يفعل اذا خرجت الثعابين والحشرات من جحورها تطارد الناس فى كل مكان. العالم يتغير والبشر كل يوم فى حال..ومن لم يمت من الإرهاب مات من الحر.