فاروق جويدة
صورة الاعلام المصرى تثير الحزن والقلق .. عادت المعارك الساذجة بين الإعلاميين تفرض نفسها على الساحة وعاد التراشق على الفضائيات وصفحات الجرائد وعادت الاتهامات تطل من جديد .. والأسوأ من ذلك كله ان أمراضنا القديمة وأخطرها الشللية كادت أن تدمر كل شيء
هناك محاولات اقصاء مقصودة على طريقة الأخوان المسلمون الذين تخلصنا منهم بمعجزة إلاهية أن اخطر أمراض الوسط الصحفى والاعلامى هو الانقسامات التاريخية بين حملة الأقلام .. ومن يتابع برامج الفضائيات سوف يكتشف حجم الكارثة ما بين العهود المختلفة ترتفع الاصوات دفاعا وهجوما وادانة .. الناصريون والساداتيون والمباركون وثوار يناير وثوار يونيه وجماعات رجال الأعمال وجماعات الشعارات وفلول الأخوان وفلول الحزب الوطنى والسلفيون وغير السلفيين هذه القوى المتصارعة فى المصالح ولا اقول الافكار هم الذين يديرون المعارك الآن .. هناك القوى القديمة التى تتمسك بمصالحها وتتربص بكل قادم جديد .. وهناك جماعات الحنجوريين كما كان يسميهم الراحل الكبير محمود السعدنى .. وهناك بوتيكات الفساد وفيها كل أنواع الدجل والتحايل والشعوذة .. إننا نعلم أن مأساة الانقسامات واحدة من اخطر وأسوأ الظواهر فى مصر الآن بعد ثورتين وخلع رئيسين الا أن المأساة الأكبر ان تطيح هذه الانقسامات بالوسط الاعلامى وهو ما يحدث الآن .. إن الصراعات والمعارك بين الإعلاميين انعكست على الشارع المصرى فقد تحول الإعلام إلى وسيلة ضغط على السلطة وأصحاب القرار وما يتابع لغة بعض الإعلاميين الذين تحولوا إلى زعماء يدرك أن ما نراه ليس إعلاما ولكنه نوع من الفوضى حين يمارس الانسان حقا ليس له فى إرهاب الناس وتخوينهم والأخطر ما يقال الآن عن مؤسسات إعلامية تم انشاؤها أو التوسع فيها من وراء الشعب والدولة والحكومة ودون ان يسأل احد اصحاب هذه المؤسسات من اين لكم هذه الملايين إن للإعلام رسالة سامية وليس دوره ان يقسم طوائف الشعب او ان يكون معاول هدم .. ان انقسام الجماعة الصحفية اكبر خطر يهدد الآن دورها ومسئوليتها فالإعلام يحتاج إلى ثورة ثالثة لإنقاذ مصر من هذا المستقبل الغامض.