توقيت القاهرة المحلي 12:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعادة وتعاسة الآخرين

  مصر اليوم -

السعادة وتعاسة الآخرين

فاروق جويدة

بعض الناس يتصور أن السعادة أن أغلق الأبواب على نفسى وأبنى قصرا جميلا وأصنع جنة صغيرة اسكنها وتسكننى

 ولا يعنينى بعد ذلك حجم الخرائب التى تحيط بالقصر وملايين التعساء الذين ينتظرون لحظة فرح لا تجىء..والبعض الآخر يتصور ان السعادة سلوك انسانى رفيع فيه المشاركة والإحساس بالآخرين ولك أن تتصور نفسك وأنت تضع أمامك كميات رهيبة من الطعام وأنت تجلس وحيدا وحولك آلاف البشر ينظرون إليك من بعيد وبينهم من لم يذق الطعام منذ أيام، وهناك من كان يفتش عن البقايا في صناديق القمامة بينما أنت تسبح وحيدا في كل هذا الطعام..تصور انك جمعت الملايين وكدستها في البنوك وأنت تعلم أن هناك الملايين من البشر كانوا شركاء لك بالجهد والعمر والصحة وانك أخذت الصفقة وهربت..تصور انك في لعبة واحدة أمام نظام فاسد حصلت على ما لا تستحق وأخذت ما أخذت بالتحايل والباطل..تصور أن مسئولا كبيرا اغدق عليك مالا حراما لأنه كان لصا كبيرا وانك جمعت هذا المال وليس لك حق فيه..هل يمكن أن تشعر بالسعادة وأنت تنام على تلال من المال الحرام..هل يمكن أن تشعر بلذة في طعام جاء من دم أطفال يتامى وأمهات ثكالى وانك سرقت عمر الآخرين لتقيم جنتك الصغيرة على أطلالهم..هل يمكن أن يكون ذلك مصدرا للسعادة أحيانا أشاهد من بعيد هذه القصور الفارهة وحولها خرائب العشوائيات وأقول كم من الأبرياء يسكنون هذه العشوائيات وكم من المواهب الحقيقية ضاعت وسط هذه الخرائب بينما يسكن المغيبون والمدمنون واللصوص هذه القصور..أن أهم شروط السعادة الحقيقية هى العدالة والمجتمعات التعيسة هى التى ماتت فيها قيم العدالة ومهما جمع الإنسان من المال والجاه والمناصب فلا بد أن يجلس مع نفسه ويسألها كم بريئا ظلمت وكم صاحب حق ضيعت وكم من المال نهبت وكم من الضلال شيدت وانظر إلى ثمار رحلتك المرة..وفى آخر المشوار حاول أن تكفر عن ذنوبك وتقدم شيئا من حقوق الآخرين لديك واسأل عن عمال طردتهم وأطفال شردتهم وأموال جمعتها بالحرام السعادة لا يمكن ان تقوم على تعاسة الآخرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعادة وتعاسة الآخرين السعادة وتعاسة الآخرين



GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

GMT 07:43 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المعادلة ليست ميادة أم أصالة

GMT 07:31 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عيد الميلاد المجيد... محرابٌ ومَذبح

GMT 07:30 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المسافات الآمنة!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon