فاروق جويدة
اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رجال الأعمال المصريين مرات عديدة..في المرات الأولى كان الرجل صريحا وودودا ومجاملا الى ابعد الحدود, وحاول ان يشركهم في كل الظروف التى تعيشها مصر, وتوقع ان تمتد أيديهم معه في رحلة البناء..ولكن هذا لم يحدث, فلم تتجاوز الأموال التى وصلت الى صندوق «تحيا مصر» مبلغ 6 مليارات جنيه وكان المتوقع ان يصل الرقم الى 100 مليار جنيه وبعد ذلك تمت اجتماعات كثيرة ولكن لم تتحرك المياه الراكدة لأن رجال الأعمال لم تتغير مواقفهم في الوقت الذى كانت الأزمات الإقتصادية تزداد عنفا..لقد أكد الرئيس السيسى اكثر من مرة انه لا تأميمات ولا مصادرات ولا إجراءات ضد رجال الأعمال في اى صورة من الصور وعليهم ان يقدموا كل ما لديهم من جهد للوطن الذى منحهم كل شئ..ولكن الغريب ان مواقف رجال الأعمال لم تتغير لقد انفقوا مئات الملايين كرشى للناخبين من أجل شراء مجلس الشعب ولم تتغير سلوكياتهم في الحفلات والولائم والبذخ وبقيت أسواق المضاربات في كل شئ تزداد كل يوم حدة وصراعا , وفى الوقت الذى كانت فيه الدولة تقدم لهم كل الضمانات كانت المضاربات الدامية حول سعر الدولار الذى ارتفع بنسب غير مسبوقة حتى اقترب من تسعة جنيهات في حين كان يتجاوز الجنيهات الستة بقليل..ان الكثير من رجال الأعمال مدينون للبنوك بمبالغ رهيبة ولم تبخل عليهم الدولة بالأراضى والأموال والصفقات..على جانب آخر كان رجال الأعمال يحشدون قنواتهم الفضائية وصحفهم الخاصة في مواجهة مع الحكومة وهى تعيش ظروفا صعبة..فماذا يريد رجال الأعمال ان صفقات العهد البائد المريبة لن تعود وأرباح ومكاسب الأراضى وبيع القطاع العام وتجارة العملة لن تعود..والحزب الوطنى بتراثه الأسود لن يعود ووزراء السنوات العجاف انتهت أدوارهم وعلينا ان ننظر الى المستقبل بعيون أخرى نرى فيها حشود الشعب الغلبان والمجارى التى طفحت والمياه التى تلوثت والمساكن التى انهارت والمشروعات التى توقفت والطبقات الفقيرة التى أكلتها نيران الأسعار..لقد شارك رجال الأعمال في الماضى في كل هذه المشروعات الخاسرة والفاشلة والآن لايمدون أيديهم للوطن.