توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفن والأخلاق

  مصر اليوم -

الفن والأخلاق

فاروق جويدة

من الخطأ ان نقيم العمل الفنى من خلال الأداء فقط ولكن من حيث المسئولية فلا يوجد فن بلا هدف أو مسئولية..هناك عالم كبير يتمتع بقدرات خاصة فى درجة الذكاء وهناك أيضا لص على نفس الدرجة من الذكاء وربما أكثر ولكنه استخدم قدراته فى سرقة بنك بينما العالم استخدم نفس القدرات فى اكتشاف دواء جديد..ولهذا انا لا يبهرنى كثيرا أداء الفنان حتى لو كان عبقريا دون النظر إلى الرسالة التى يريدها أو الأثر الذى تركه لدى المشاهد..هناك أعمال تتسم بالسطحية أو الفكاهة ولكن مثل هذه الأعمال تبحث فقط عن الابتسامة وهذه تؤدى دورا فى الحياة وتفتح أبوابا للتفاؤل ولكن اذا كنا أمام قضية هامة وفنان قدير وفكر فاسد فهذه كارثة..اننى أخشى كثيرا على البشر العاديين من حيل الإقناع الشديد التى تتسم بها بعض الأعمال الفنية وربما كان هذا هو السبب الرئيسى فى ان روايات وأفلام الجريمة من أكثر الأعمال انتشارا فى العالم وتباع منها مئات الملايين من القصص والأفلام رغم إنها من حيث القيمة لا تمثل شيئا فى دنيا الأدب والفن والإبداع .. أحيانا تشاهد فى احد الأفلام امرأة لعوبا تؤدى دورها بمنتهى الإتقان وتشعر انها تحمل رسالة وضيعة جدا إنها تقنع الناس بالخطيئة وتمارس الأشياء بقدرات عجيبة ولكنك فى النهاية تسأل وأين الفضيلة اذا كانت الخطيئة بكل هذا الإقناع ان الإنسان ليس فى حاجة إلى من يعلمه الرذيلة لأنه خلق بها وعاش وهى جزء من حياته وتاريخه ولكنه يحتاج إلى من يهذب هذه الخطايا وعلى الأقل يقدم الوجه الآخر لها وهى الفضيلة .. ان الفن والإبداع بهذه الصورة لا يقل خطورة عن تجارة المخدرات وتجارة الجسد والشذوذ .. لا ينبغى ان نحجر على الفنان فى اختيار مواقفه وقناعاته ولكن يجب ان يحرص على ان يكون صاحب رسالة نبيلة حتى لو اتخذ من القبح طريقا..ان تجميل القبح وترويج الرذيلة وانتهاك قيم البشر لا ينبغى ان يكون رسالة للفن لأننا فى آخر المطاف نريد حديقة جميلة وليس مقلبا للقمامة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن والأخلاق الفن والأخلاق



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon