فاروق جويدة
هناك سؤال يطرح نفسه الآن على العالم كل العالم أين القانون الدولي الذي كان يوما يحكم العلاقات بين الدول والشعوب..
كانت هناك قدسية للحدود وكان هناك احترام للمجالات الجوية والبحرية التي تخص كل بلد.. وكان من الصعب أن تقتحم طائرة المجال الجوى لدولة أخرى.. وكان من الصعب أن تدخل سفينة المياه الإقليمية لدولة دون استئذان .. ومنذ سنوات والقانون الدولي غائب تماما عن الساحة العالمية..وتوارى علماؤه الاجلاء الذين حرصوا دائما على احترام روح العدالة فى العلاقات الدولية احتلت القوات الأمريكية العراق دون مراعاة لقدسية التراب العراقي ونهبت أمريكا البترول العراقي أمام العالم كله ونزلت القوات الأمريكية ودخلت البيوت وقتلت الأطفال وسرحت الجيوش ولم يسأل أحد أين القانون الدولي الذي يجرم كل هذه الأشياء.. وذهبت أمريكا إلى أفغانستان بالطائرات والدبابات ولم تقدر أن هناك شعبا له كل الحقوق في الأرض و الاستقرار.. وذهبت نفس الطائرات إلى اليمن والصومال تقتل الأطفال وتحاصر الشيوخ والأرامل .. ثم ذهبت الطائرات والسفن الحربية إلى ليبيا ولم تترك للشعب الليبي غير الأطلال والمليشيات لتحصل على البترول.. والآن تتجه الطائرات الأمريكية لتضرب الشعب السوري تحت شعار محاربة داعش رغم أن داعش صناعة أمريكية جاءت لتوزيع الخرائب على خرائط العالم العربي ..وفى نفس السياق اقتحمت القوات الإسرائيلية غزة ومجلس الأمن والأمم المتحدة تراقب الموقف وتصدر بيانات الشجب ولا يعنيهم آلاف القتلى والمصابين.. إن الشيء الغريب لماذا لا تحدث هذه الكوارث إلا في عالمنا العربي .. هل تستطيع طائرة أمريكية أن تخترق المجال الجوى الصيني أو الروسي.. هل تستطيع سفينة حربية أوروبية أن تدخل مياه دولة أخرى دون استئذان لماذا الاستخفاف بالشعوب العربية كيف ترسل أمريكا قواتها إلى العراق دون طلب من الحكومة العراقية أو موافقة منها .. كيف تضرب الطائرات الأمريكية الأراضي السورية وأين القانون الدولي الذي أعطاها هذا الحق .. في تقديري أن العالم في حاجة الى قانون دولي جديد لان القوانين الدولية السابقة في إجازة منذ زمن بعيد.