فاروق جويدة
المرأة المصرية تثبت دائما فى المواقف الصعبة أنها صاحبة دور ورسالة.. حين قامت ثورة يناير كانت فى مقدمة الصفوف .. وحين قامت ثورة 30 يونيو نزلت الى الشارع وقامت بدور كبير فى تجسيد إرادة الشعب المصرى ..
وأخيرا كان خروج المرأة المصرية تأكيدا لهذا الدور العظيم فى انتخابات الرئاسة .. كانت حشود المرأة هى أهم سمات الإنتخابات الرئاسية الأخيرة فقد ذهبت الى اللجان منذ الصباح الباكر واحتشدت وعبرت عن موقفها بكل الحماس والصدق، ولا شك ان هذا ليس جديدا على المرأة المصرية منذ ثورة 1919 وحتى الأن ..ولا يستطيع احد ان ينكر دورها الحضارى والإنسانى والفكرى فى تاريخنا الحديث .. هى الأم التى قدمت لنا رموز الفكر والإبداع والسياسة وهى الزوجة التى وقفت خلف رجال شاركوا فى صنع مستقبل مصر فى كل المجالات وهى الكاتبة والمبدعة فى كل الفنون والآداب وهناك قائمة طويلة من النساء المبدعات فى تاريخ الثقافة المصرية .. ان خروج المرأة المصرية بهذه الحشود فى الإنتخابات الأخيرة يجعل كل صاحب قرار فى مصر يفكر كيف يستغل هذه الإمكانيات وكيف يضع المرأة فى سياقها الصحيح وكيف يضعها فى مقدمة الصفوف يجب ان تحتل المرأة المصرية مكانتها فى سلطة القرار وكيف يوفر لها المجتمع ممثلا فى كل مؤسساته فرص التعبير والعمل والإنطلاق وكيف تحصل على فرصتها كاملة بجانب الرجل وكيف يوفر لها المجتمع الحياة الكريمة فى التعامل والعمل والإبداع والإنتاج .. ان المرأة المصرية تعانى ظروفا قاسية تبدأ بالمنزل وتنتهى بالتحرش فى الشارع ورغم هذا تؤدى دورها على اكمل وجه واكبر دليل على ذلك انها كانت الوجه المضئ فى الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ان كرامة المرأة من كرامة الوطن الذى تعيش فيه وحين تحصل على حقوقها وتؤكد وجودها وتشعر بأنها كائن مبدع خلاق فإن هذه هى الخطوة الأولى نحو مجتمع يحترم كرامة البشر .. كل البشر تحية للمرأة المصرية التى ذهبت الى لجان الإنتخاب تحمل اطفالها الصغار ليتعلموا منها اولى خطوات الحرية لبناء مستقبل يليق بهذا الوطن .
نقلا عن جريدة "الأهرام"