بقلم فاروق جويدة
كل الأشياء لها عمر وزمان محدد بالأيام أو الشهور أو السنين..للزهور عمر قصير وللأشجار أعمار قد تطول بعض الوقت وحتى الطيور تختلف أعمارها ما بين رحلة قصيرة فى الحياة وزمن قد يطول بها.. ان الشىء الغريب ان المشاعر لا عمر لها وحتى لو تصورنا انها انتهت فى الحقيقة فانها أحيانا تقتحم سكون أيامنا ونراها أمامنا تتحدى الزمن والأشياء.. أحيانا يتصور الإنسان ان مشاعره تجاه شخص آخر قد انتهت فقد فرقت بينهما الأيام ومضى كل فى طريق، وفجأة تطفو المشاعر على السطح فى أغنية جميلة أو مكان اجتمعا فيه يوما أو لحظة عتاب اقتحمت سكون الصمت والوحشة، وما أسهل ان تجد نفسك وجها لوجه فى صدمة غريبة أمام إنسان كان يوما حبيبا وتصورت ان القصة قد انتهت وان أحداثها قد غابت وسرعان ما تجد القلب ينبض والمشاعر تتدفق وكأنك ودعته بالأمس القريب.. الإنسان لا يعرف الأماكن التى يحفظ فيها رصيده من المشاعر هل هى القلب ام العقل ام هما معا.. كثيرا ما يجهل الإنسان أماكن ذكرياته وهى الرصيد الابقى من المشاعر.. حين تتسلل المشاعر إلى خزائن الذكرى فهى تبتعد قليلا عن مناطق الوعى والإدراك المباشر لعقل الإنسان وقلبه إنها تأخذ منطقة أعمق من حواسه وتترسب فيها وتصبح كالأحجار الثمينة فى باطن الأرض كلما مرت الأيام صقلتها وجعلتها أكثر صفاء وثراء وقيمة.. من الممكن ان يكتشف الإنسان دون وعى منه ان فى أعماقه كنوزا من المشاعر ربما تساقطت عليها تلال الأحزان والأيام والوحشة قد لا يعرف انها مازالت تعيش فى أعماقه ومازالت حية بشواهدها وربما أحلامها وفجأة يكتشف ان فى خزائنA أيامه أشياء ثمينة وهو لا يدرك ذلك.. إنها كنز ثمين يقتحم أيامنا فجأة ونجد أنفسنا نعيش مشاعر تصورنا إنها رحلت ولن تعود.. فى أعماق الإنسان رصيد غامض لا يعرف مصدره وأماكنه وشخوصه وكثيرا ما يعبر أمامنا شريط طويل من المشاعر التى تصورنا انها عبرت ولكن الحقيقة انها أخذت مكانا فى أعماقنا قد لا نراه..
لا تنزعج إذا وجدت قلبك ينتفض بشدة، إذا رأيت إنسانا كان يوما من الأيام حبيباواختفى فى ظروف غامضة.