توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصريون والعفاريت

  مصر اليوم -

المصريون والعفاريت

فاروق جويدة

العفاريت والجن يحرقون البيوت فى قرى الدلتا.. والمسيخ الدجال يظهر فى الصعيد ويدعى النبوة، والمنجمات القادمات من كل الدول العربية إلى قاهرة المعز مع بداية العام وحكايات الأبراج والنجوم وأشخاص يبتلعون أمواس الحلاقة والمسامير وقطع الحديد، كل هذه المعجزات دارت فى سماء مصر خلال الأسبوع الماضى..أمام وطن تبلغ نسبة الأمية فيه 30% ومعهم أمية ثقافية أكلت عقول الملايين لك أن تتخيل مجتمعا يبنى ويحلم ويستعيد ذكريات ثورتين عظيمتين..العلماء حائرون مع رجال الدين حول حرائق الجن والنيران التى تنتقل من بيت إلى بيت..والمسيخ الدجال جاء من الصعيد على شاشات القاهرة يحكى عن أسرار ظهوره..وعلى كل شاشة سيدة تقرأ البخت وتنتقل بنا ما بين زحل والمشترى والزهرة، وهناك من يخرج العفاريت من المصابين هذا عفريت طيب وهذا عفريت شرير وهناك المتزوجون من الجن..مساحة رهيبة من الجهل والتخلف تطل علينا كل ليلة فى عشرات الفضائيات والمهم الوجبة الدسمة من الخزعبلات وأكبر عدد من العفاريت والجن ووسط هذا كله أحدث وسائل زواج البنات عن طريق استخدام عفريت لكل فتاة.. إن أخطر ما فى الخزعبلات أن تجد عالما يفسر ورجل دين يشرح وضحايا يتألمون من جرائم العفاريت.. لك ان تتصور واقعا بهذه الصورة هرب من الحياة تماما واتجه إلى عوالم الأرواح والجن والعفاريت..

تجارة رابحة وأموال تتدفق وكل واحد يبحث عن أفضل وسيلة لنشر الخرافات وتأتى الاستفسارات والتساؤلات والأموال من كل جانب، هناك من يبحث عن حلول لأزماته وهناك من تبحث عن عريس وهناك من يريد الدواء والعلاج وأمام اختفاء الأدوية من الأسواق وهروب الشباب من الزواج والبحث عن حظ طيب فى عام جديد ونشر المزيد من الجهل والخزعبلات يجتمع أفراد الأسرة وهم يصدقون ما يقال لهم من التخيلات والخزعبلات.. فى بلاد كثيرة تدخل هذه الأعمال فى سجل الجرائم التى يعاقب عليها القانون لأنها ابتزاز ونصب وتحايل وفى مصر أصبحت المستشفى والدواء والمأذون وليلة العرس والطريق إلى الجنة..لا أدرى من يقف وراء هذا الهجوم العفاريتى على الشخصية المصرية العريقة والمثقفة والواعية والمحبة للحياة.. من يعيد المصريين إلى عالم الحقيقة وينقذهم من دنيا العفاريت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون والعفاريت المصريون والعفاريت



GMT 07:13 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 07:12 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 07:11 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كَذَا فلْيكُنِ الشّعرُ وإلَّا فلَا!

GMT 07:10 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«بيرل هاربر» التي لا تغيب

GMT 07:09 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

من باب المندب للسويس والعكس صحيح

GMT 07:07 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كرد سوريا وشيعة لبنان

GMT 07:06 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الخلط الإسرائيلي بين موازين القوى والحقائق

GMT 07:05 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«كايسيد»... ومواجهة وباء الكراهية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon