توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصريون والعفاريت

  مصر اليوم -

المصريون والعفاريت

فاروق جويدة

العفاريت والجن يحرقون البيوت فى قرى الدلتا.. والمسيخ الدجال يظهر فى الصعيد ويدعى النبوة، والمنجمات القادمات من كل الدول العربية إلى قاهرة المعز مع بداية العام وحكايات الأبراج والنجوم وأشخاص يبتلعون أمواس الحلاقة والمسامير وقطع الحديد، كل هذه المعجزات دارت فى سماء مصر خلال الأسبوع الماضى..أمام وطن تبلغ نسبة الأمية فيه 30% ومعهم أمية ثقافية أكلت عقول الملايين لك أن تتخيل مجتمعا يبنى ويحلم ويستعيد ذكريات ثورتين عظيمتين..العلماء حائرون مع رجال الدين حول حرائق الجن والنيران التى تنتقل من بيت إلى بيت..والمسيخ الدجال جاء من الصعيد على شاشات القاهرة يحكى عن أسرار ظهوره..وعلى كل شاشة سيدة تقرأ البخت وتنتقل بنا ما بين زحل والمشترى والزهرة، وهناك من يخرج العفاريت من المصابين هذا عفريت طيب وهذا عفريت شرير وهناك المتزوجون من الجن..مساحة رهيبة من الجهل والتخلف تطل علينا كل ليلة فى عشرات الفضائيات والمهم الوجبة الدسمة من الخزعبلات وأكبر عدد من العفاريت والجن ووسط هذا كله أحدث وسائل زواج البنات عن طريق استخدام عفريت لكل فتاة.. إن أخطر ما فى الخزعبلات أن تجد عالما يفسر ورجل دين يشرح وضحايا يتألمون من جرائم العفاريت.. لك ان تتصور واقعا بهذه الصورة هرب من الحياة تماما واتجه إلى عوالم الأرواح والجن والعفاريت..

تجارة رابحة وأموال تتدفق وكل واحد يبحث عن أفضل وسيلة لنشر الخرافات وتأتى الاستفسارات والتساؤلات والأموال من كل جانب، هناك من يبحث عن حلول لأزماته وهناك من تبحث عن عريس وهناك من يريد الدواء والعلاج وأمام اختفاء الأدوية من الأسواق وهروب الشباب من الزواج والبحث عن حظ طيب فى عام جديد ونشر المزيد من الجهل والخزعبلات يجتمع أفراد الأسرة وهم يصدقون ما يقال لهم من التخيلات والخزعبلات.. فى بلاد كثيرة تدخل هذه الأعمال فى سجل الجرائم التى يعاقب عليها القانون لأنها ابتزاز ونصب وتحايل وفى مصر أصبحت المستشفى والدواء والمأذون وليلة العرس والطريق إلى الجنة..لا أدرى من يقف وراء هذا الهجوم العفاريتى على الشخصية المصرية العريقة والمثقفة والواعية والمحبة للحياة.. من يعيد المصريين إلى عالم الحقيقة وينقذهم من دنيا العفاريت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون والعفاريت المصريون والعفاريت



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon