فاروق جويدة
بدأت عواصف المعركة الانتخابية للبرلمان القادم تضرب بقوة الشارع المصري .. بعد حكم محكمة الأمور المستعجلة بإلغاء حكم منع قيادات الحزب الوطني من الترشح أصبح من حق الحزب الوطني المنحل ان يحشد قواته ويدخل انتخابات البرلمان ..
على الجانب الأخر لا أعتقد ان الإخوان المسلمين يمكن ان يتركوا الساحة خاصة انها فرصتهم الأخيرة لإثبات وجودهم فى الشارع السياسي .. هناك بعيدا وفى مساحة ضيقة جدا تبدو الأحزاب السياسية ضعيفة متناثرة لاشيء يجمعها على الإطلاق . ان ما يحدث الآن يؤكد أن المعركة الانتخابية سوف تعود إلى المربع رقم 1 فى عام 2010 بين الوطني والإخوان .. وأمام فشل النخبة والقوى السياسية والحزبية سوف يكون البرلمان القادم من حظ الإخوان والوطني لأنهما يمثلان القوى السياسية المنظمة فى الشارع السياسي .. إن أموال الحزب الوطني وما بقى من قواعده يمكن أن تلعب دورا وتحقق انجازات في الشارع خاصة ان هناك مجموعة من رموز الحزب ورجال الأعمال مازالت تتمتع بتواجد ملحوظ فى الساحة السياسية .. يضاف لذلك ان الإخوان المسلمين سوف يدخلون هذه الانتخابات تحت شعار « أكون أو لا أكون» .. لقد خسر الإخوان حتى الآن كل شىء أمام فشل شهد به العالم كله.. وأمام سياسات اتسمت بالغباء الشديد ولم يعد أمامهم بعد أن خسروا منصب الرئاسة والبرلمان والدستور والنقابات المهنية والحركات الطلابية والجامعية وقبل هذا كله خسروا تعاطف وقناعات الشارع المصري أمام هذا بقى لهم اختيار وحيد وهو البرلمان ولهذا ستكون المعركة فى غاية الشراسة وقد تصل الى تصفية كل الحسابات وقد يتفق أعداء الأمس ويتم توزيع الأدوار على أسس وحسابات جديدة .. علينا ان ننتظر معركة شرسة بين الوطني والإخوان ولا مكان فيها لشباب الثورتين أو بقايا رئيسين معزولين أو مستقبل غامض ينتظر الجميع .. شيء محير بعد ان دفنا الميت خرج من قبره رافعا يديه وهو يصيح وطني وطني أو إخوان . إنها مصر بلد المضحكات المبكيات وكل شىء فيها يجوز.