توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

امرأة فى الصحراء

  مصر اليوم -

امرأة فى الصحراء

فاروق جويدة


النساء مثل الأشجار، هناك شجرة تجد عندها الثمار والظلال والجمال وهناك أشجار لا ثمار فيها ولا ظلال ولا جمال..ومن أجمل حظوظ الدنيا ان تجد فى طريق رحلتك شجرة تستظل بها من متاعب المشوار، إنها السكينة حين تضيق بك سبل الحياة وهى الأمان حين تطاردك أشباح الخوف، هى العطاء حين يبخل عليك الناس بلحظة صفاء تغنيك..قليلا ما يصادف الانسان فى حياته هذه الأشجار المثمرة، وإنها تحتاج إلى الرعاية وقد لا تتوافر فى كل زمان ومكان..إن رعاية الأشجار تحتاج جهدا متواصلا..قد توفر لها الماء ولا تمنع عنها العواصف..وقد تمنحها الدفء ولا تجد لديك الأمن. ان الأشجار المثمرة يمكن ان تتعرض لايادى اللصوص، وما نشاهده فى الشوارع من ظواهر التحرش ضد النساء ماهو إلا عبث يمارسه اللصوص كل واحد يبحث عن لحظة طيش او لحظة متعة مسروقة..المتحرش لص مقنع بدلا من ان يسرق المسافرين فى القطارات فهو يتجه إلى جسد غافل أو صامت ويعبث فيه بلا ضمير.. وكثيرا ما أسقطت الأشجار وجوها حاولت ان تعبث بثمارها. ان أصعب الأشياء ان تتسلق نخلة لكى تجنى ثمارها أو تقفز على فرع شجرة فيأخذك ويهوى بك فى السفح البعيد..وهكذا النساء، اذا أحبتك المرأة أعطتك ما لم تحلم به: ظلالها وثمارها وأنس لياليها وإذا غدرت بك تترك جسدك الهزيل يتسلل على فروعها وفى لحظة ما ينكسر الفرع ولا تبقى غير الهاوية..انك لا تستطيع ان تجنى الثمار بسهولة لأن فى الأشجار ذكاء يصل أحيانا إلى درجة الخبث. ان الشجرة أحيانا تؤجل ثمارها عاما بعد عام، بعض الأشجار يستريح عاما ويثمر عاما وكذلك النساء قد تمنحك اليوم شيئا فى لحظة صفاء ثم تبخل عليك العمر كله.. وكما ان هناك أشجارا سخية فى ثمارها وظلالها هناك أيضا امرأة بخيلة إنها تشبه الصحراء الجرداء لا تجد فيها زهرة أو وردة أو حتى شجرة صبار. فى بعض الأحيان تجد فى الأفق البعيد شجرة وحيدة تقف شامخة أمام العواصف والرياح وتكتشف أنها امرأة أعطت كل شئ وبقيت فى ليالى الشتاء وحيدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة فى الصحراء امرأة فى الصحراء



GMT 08:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 07:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 07:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 07:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 06:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

جنين... اقتتال داخل سجن مغلق

GMT 06:55 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon