توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

امرأة فى الصحراء

  مصر اليوم -

امرأة فى الصحراء

فاروق جويدة


النساء مثل الأشجار، هناك شجرة تجد عندها الثمار والظلال والجمال وهناك أشجار لا ثمار فيها ولا ظلال ولا جمال..ومن أجمل حظوظ الدنيا ان تجد فى طريق رحلتك شجرة تستظل بها من متاعب المشوار، إنها السكينة حين تضيق بك سبل الحياة وهى الأمان حين تطاردك أشباح الخوف، هى العطاء حين يبخل عليك الناس بلحظة صفاء تغنيك..قليلا ما يصادف الانسان فى حياته هذه الأشجار المثمرة، وإنها تحتاج إلى الرعاية وقد لا تتوافر فى كل زمان ومكان..إن رعاية الأشجار تحتاج جهدا متواصلا..قد توفر لها الماء ولا تمنع عنها العواصف..وقد تمنحها الدفء ولا تجد لديك الأمن. ان الأشجار المثمرة يمكن ان تتعرض لايادى اللصوص، وما نشاهده فى الشوارع من ظواهر التحرش ضد النساء ماهو إلا عبث يمارسه اللصوص كل واحد يبحث عن لحظة طيش او لحظة متعة مسروقة..المتحرش لص مقنع بدلا من ان يسرق المسافرين فى القطارات فهو يتجه إلى جسد غافل أو صامت ويعبث فيه بلا ضمير.. وكثيرا ما أسقطت الأشجار وجوها حاولت ان تعبث بثمارها. ان أصعب الأشياء ان تتسلق نخلة لكى تجنى ثمارها أو تقفز على فرع شجرة فيأخذك ويهوى بك فى السفح البعيد..وهكذا النساء، اذا أحبتك المرأة أعطتك ما لم تحلم به: ظلالها وثمارها وأنس لياليها وإذا غدرت بك تترك جسدك الهزيل يتسلل على فروعها وفى لحظة ما ينكسر الفرع ولا تبقى غير الهاوية..انك لا تستطيع ان تجنى الثمار بسهولة لأن فى الأشجار ذكاء يصل أحيانا إلى درجة الخبث. ان الشجرة أحيانا تؤجل ثمارها عاما بعد عام، بعض الأشجار يستريح عاما ويثمر عاما وكذلك النساء قد تمنحك اليوم شيئا فى لحظة صفاء ثم تبخل عليك العمر كله.. وكما ان هناك أشجارا سخية فى ثمارها وظلالها هناك أيضا امرأة بخيلة إنها تشبه الصحراء الجرداء لا تجد فيها زهرة أو وردة أو حتى شجرة صبار. فى بعض الأحيان تجد فى الأفق البعيد شجرة وحيدة تقف شامخة أمام العواصف والرياح وتكتشف أنها امرأة أعطت كل شئ وبقيت فى ليالى الشتاء وحيدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة فى الصحراء امرأة فى الصحراء



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon