توقيت القاهرة المحلي 11:13:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انسحاب مفاجئ

  مصر اليوم -

انسحاب مفاجئ

فاروق جويدة

لا تتعجب أن تتساقط صور الناس من حديقة أيامك مثل الأوراق الصفراء التى تحملها رياح الخريف والأيام والسفر..لا تتعجب اذا لاحت امامك صورة كانت بالأمس مضيئة زاهية وقد تحولت إلى خيوط شاحبة

.. إن بقاء الأشياء يحتاج إلى الرعاية والاهتمام..

اذا أهملنا العمارة تساقطت جدرانها مع الزمن وإذا بخلنا على الأشجار بالماء والضوء والهواء ماتت حزنا وإذا نسينا صديقا أو حبيبا فلا يمكن أن تبقى جسور التواصل بيننا كما كانت..

كل الأشياء يمكن أن تختفى بل يمكن أن تموت.

. إذا بخلت الأمطار على الأنهار بالماء جفت الأنهار وتشققت الأرض..أصعب الأشياء أن تشاهد الأرض وقد أكلها الجفاف وما يحدث فى الأرض يحدث فى البشر كم من حبيب رعيته واخلصت له ولم تبخل عليه بشىء وتسرب من بين يديك لتجده بعيدا مثل شجرة وحيدة تقف عارية فى الصحراء..

أناس كثيرون ينسحبون من حياتنا فى ظروف غامضة وتجد كل واحد فى طريق لأسباب لا تعرفها ولكن الخيوط تقطعت والأسماء غابت والوجوه رحلت خلف سحابات النسيان..وتتعجب هل كان حبا وهل كانت صداقة وحين تصارح نفسك وتسألها تكتشف انه كان حبا ولم يكن نزوة وان الصداقة كانت رحلة عمر ولم تكن مجرد لقاء عابر ولكن ما سرى على الآخرين سرى عليك..

 إن الفصول تتغير..والسحب الكثيفة تشاهدها فى الشتاء وقليلا ما تظهر فى الصيف وزهور الربيع لا تحتمل قسوة الجليد وكذلك الحب مع الإهمال والجحود يمكن أن يصبح شيئا آخر إن أجمل ما فى الحب التواصل وأجمل ما فى التواصل الرغبة وأجمل ما فى الرغبة المشاركة وإذا اختفت هذه الأشياء تحول الحب إلى كائن غريب مشوه فلا هو إحساس ولا هو حنين ولا هو ذكرى .. انه صدفة جمعت قلبين أو رحلة سفر جمعتك مع إنسان آخر ونزل كل واحد فى محطة الوصول ..

 لا تتعجب إذا وجدت الحديقة الجميلة التى زرعتها فى ليلة حب وقد تحولت إلى مكان مهجور تتسلق فيه الحشائش وتعبث فيه أسراب النمل ..حين يفتقد الحب الرعاية والاهتمام اقرأ عليه الفاتحة ولا تحزن على الراحل العزيز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انسحاب مفاجئ انسحاب مفاجئ



GMT 08:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 07:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 07:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 07:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 06:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

جنين... اقتتال داخل سجن مغلق

GMT 06:55 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon