توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انفصام

  مصر اليوم -

انفصام

فاروق جويدة

ماذا يعنى ان نتحدث كثيرا عن الفضيلة ونحن نرى كل يوم عشرات بل آلاف الجرائم في القتل والتحرش والنهب والسرقة..ماذا يعنى ان تزداد حشود المصلين في المساجد كل يوم بينما يتراجع المستوى الاخلاقى والسلوكى في كل شىء.. ماذا يعنى ان نقيم احتفالات بأعياد الحب ونطلق البالونات الحمراء تزين وجه السماء بينما تتغلغل الكراهية في النفوس وتزداد مساحات السواد في القلوب..ماذا يعنى ان نتحدث عن مشاعر الأبوة والأمومة ونحن كل يوم نقرأ عن جرائم ارتكبها الأبناء ضد الآباء والأمهات، هذا قتل أمه وهذا ذبح أباه..هل هو انفصام في الشخصية ان تجتمع الفضيلة مع الرذيلة ويحدث الصراع بينهما وننتظر لمن يكون الفوز.. ان نصلى في المساجد ثم نجد من يرتكب المعصية في بيوت الله..ان نتغنى بالحب ولا نستطيع ان نخفى حشود الكراهية في قلوبنا..ان هذا يؤكد أن الإنسان أصبح بوجهين..وان له قلبين..وهو يرى بنصف عينيه وهذا الانقسام أو الانفصام في الشخصية يعكس أمراضا نفسية مزمنة..فهل هو الخوف الذى جعل الإنسان يظهر غير ما يبطن هل هو القهر الذى جعلنا نكره كل شىء وفقدنا القدرة على ان نحب هل هو الاستبداد الذى شوه الأشياء داخلنا وجعلنا أغرابا في نفوسنا وأغرابا في أوطاننا فأصبح الكذب سلطة رائجة في كل سلوكياتنا..أحيانا تجد قصة حب بريئة وجميلة وصادقة وانتهت بزواج سعيد وسرعان ما يفترق الأحباب وتسأل ماذا حدث وترى الإجابة غريبة لقد انتهى الحب وبدأت رحلة الملل فهل هى الرفاهية التى أفسدت العلاقات بين الناس ام هو الفقر الذى شوه صورة الأشياء أم هى الأمراض التى اجتاحت المشاعر فكانت الغربة والضياع وفقدان الأمل.. حين اشاهد على الشاشات اكاذيب الحب.. ومساحات الدماء..وحشود الجرائم والاغانى التافهة التى خاصمها الصدق وغاب عنها الإحساس أتعجب من هذا المجتمع الذى جمع كل التناقضات فهو يحب ويكذب ويصلى ويخطئ.. ويعيش الفضيلة نظاما ويمارس الرذيلة قناعة.. حين تختل موازين الأخلاق بين الناس يتداخل الضوء في الظلام ويصنع لوحة سريالية مشوهة فلا هى الليل ولا هى النهار انها شىء ممسوخ وضائع ما بين الكذب والحقيقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفصام انفصام



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon