توقيت القاهرة المحلي 08:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بطرس غالي صوت مصر

  مصر اليوم -

بطرس غالي صوت مصر

فاروق جويدة

كنت عائدا من رحلة بحرية دامت ثلاثة شهور في دول غرب أفريقيا عندما اقتحمت مكتب د. بطرس غالي رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية في عام..1969 صافحني الرجل بتواضع شديد وجلست احكي له عن مخاطر الرحلة خاصة أمام العواصف التي كثيرا ما هددت السفينة العجوز..قدمت له مقالا عنوانه الدعاية الإسرائيلية في افريقيا وكان أول موضوع ينشر لي في مطبوعة تصدر عن الأهرام وهي مجلة السياسة الدولية..كان د.بطرس غالي إنسانا مهذبا مجاملا رقيقا ورغم انه عشق السياسة إلا انه عاش بروح الفنان..كثيرا ما كنا نلتقي في المناسبات العامة وتري فيه السماحة والترفع..كان تاريخا حافلا في السياسة الدولية وخاض معارك ضارية مع القوي العظمي خاصة امريكا التي لم تكن تريده امينا عاما للأمم المتحدة لولا ضغوط الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ودور الدبلوماسية المصرية في ذلك الوقت ومنذ غياب بطرس غالي عن سلطة القرارات في مصر تراجعت العلاقات بين مصر وأفريقيا حتي وصلت إلي أسوأ حالاتها..كان مثقفا كبيرا وسياسيا وأديبا ورغم عشقه الشديد للثقافة الفرنسية كانت ثقافته العربية من أهم مصادر تجربته الإنسانية..وفي مفاوضات كامب ديفيد بين السادات وبيجين كان بطرس غالي من أهم الأوراق التي ساعدت علي حل الكثير من الأمور المعقدة في المفاوضات..عندما واجهت أزمة صحية في عام2005 بسبب قضية توريث القضاء اصر ان يحتفل بي في المجلس القومي لحقوق الإنسان ويومها فوجئت به يترك مكانه في صدارة الاجتماع لكي اجلس فيه واقام لي احتفالية شارك فيها جميع أعضاء المجلس..كان دائما حاضرا في كل الأحداث الكبري صوتا مصريا نبيلا واصيلا مؤمنا بدور مصر علي مستوي العالم وكان يفخر بأن لنا النصيب الأكبر في تاريخ الحضارة الإنسانية..ومع رحيل د. بطرس غالي تفقد الدبلوماسية المصرية علما من أعلامها الكبار وتفقد مصر واحدا من أبنائها الأوفياء الذي كانوا مثالا للتضحية وانكار الذات..تتساقط اشجار مصر الشامخة وفي كل يوم يرحل عن الحديقة وجه من وجوهها المضيئة..كان صوتا مصريا سمعه العالم كله في أركان الأمم المتحدة مدافعا عن حق الشعوب في الحرية والكرامة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطرس غالي صوت مصر بطرس غالي صوت مصر



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon