توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الحب والكراهية

  مصر اليوم -

بين الحب والكراهية

فاروق جويدة

قالت:لاأدرى لماذا تغيرت حياتى فى السنوات الأخيرة وفقدت القدرة على التسامح..اشعر بأننى كنت أكثر ترفعا فى مشاعرى كنت أحب الناس أكثر..وأتواصل معهم بود وقناعة..
وكنت أعطى بلا انتظار لأى مقابل..وكنت اشعر ان العلاقة بينى وبين الأشياء أكثر رحمة ومحبة..والآن اسودت مناطق كثيرة فى مشاعري..لقد واجهت أزمات كثيرة وأعطيت كل ما عندى لأشخاص لا يستحقون والآن يحاصرنى الندم كلما تذكرت ما قدمت وما جنيت..إننى حزينة على نفسى وغاضبة منها..أريد ان استعيد الإنسانة التى فقدتها أمام ظلم وبشاعة الآخرين.
قلت:من أصعب الأشياء ان يزرع الإنسان شجرة ياسمين ويكتشف أنها شجرة صبار او أن يبنى بيتا جميلا ثم يكتشف أن الحديقة مليئة بالحشرات او أن يختار رفيق عمر يمنحه كل شئ ثم يدرك انه مخادع كبير..كثيرا ما تخدعنا مشاعرنا وكثيرا ما يضللنا قلبنا المسالم ويسقط فريسة أمام الآخرين..إن قسوة الناس أحيانا تتجاوز كل حدود الاحتمال ويبدو ان قلبك الطيب قد تحمل الكثير من سخافات الآخرين وان هذا القلب المسالم قرر ان يتمرد عليك..لم يعد يحب كما كان..ولم يعد ينبض كما اعتدت عليه ولم يعد يشتاق او يحن او حتى يتسامح..لقد أعلن ثورته وعصيانه..ولأنه تحمل الكثير كان غضبه عارما وكان عصيانه فوق احتمالك..انك الآن حائرة بين قلبين..قلبك الصغير الطيب..وقلبك الثائر العنيد، الأول يريد أن يعيش ماضيه الذى كان والثانى يرفض كل شئ والحل عندى أن تكون لديك القدرة لتجاوز هذه المحنة..لابد ان تقنعى نفسك بأنك لن تكونى غير ما أنت عليه..انك أحببت لأنك تعرفين معنى الحب.. وقد تسامحت لأن طيبة قلبك لن تقبل إلا التسامح وانك أعطيت لأن العطاء جزء من شخصيتك التى اعتادت على العطاء..ان عشاق الجمال يرون أنفسهم اولا فى هذا الجمال والذى يعطى لا يتصور نفسه أبدا فى مكان آخر..والذى يحب لا ينتظر شيئا من احد انه لا يستطيع ان يكون غير نفسه ولهذا يحب كل شئ فى الحياة، ان متعة التسامح أجمل كثيرا من نشوة الانتقام..وان ينام الإنسان وقلبه ينبض بالحب أفضل كثيرا من ان ينام على أطلال الكراهية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الحب والكراهية بين الحب والكراهية



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon