توقيت القاهرة المحلي 11:18:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين الحضارة والإرهاب

  مصر اليوم -

بين الحضارة والإرهاب

فاروق جويدة

جلست أتصفح كتاب د. محمد رضا عوض خبير العظام وأستاذ الطب الطبيعى عن عصور ازدهار الطب في الحضارة الإسلامية ومئات الأطباء العظام الذين اثروا التجربة الإنسانية في العالم وأقاموا المستشفيات والمراكز الطبية والعلاجية قبل ان يعرف الغرب شيئا من ذلك كله..

كتاب ممتع يتجول فيه المؤلف الطبيب ما بين المنشآت الطبية واكتشاف الأمراض وأعمال التشخيص وطرق البحث العلمى في الطب والجراحة والأدوية والطب الوقائى..عرف المسلمون القدامى طب الأسنان وأمراض القلب والكلى والطب النفسى والعلاج الطبيعى وكانت المستشفيات بالمجان لكل افراد الشعب الفقير قبل الغنى والحاكم والمحكوم سواء..وحين أقيمت المستشفيات في العالم الإسلامى كانت أوروبا لا تعرف شيئا من ذلك حتى أقيم أول مستشفى في فرنسا بعد خمسة قرون من إنشاء أول مستشفى في الحضارة الإسلامية..وتحدث الكتاب عن رموز الطب في العالم الإسلامى في عصوره الذهبية الرازى وابن سينا وابن النفيس والزهراوى والبيطار والكندى وكانت هناك مدارس للطب تخصصت في دراسة فروعه المختلفة..ومن اسبانيا وربوع الأندلس الخضراء انتقلت علوم المسلمين إلى دول أوروبا في عصور ظلامها وتخلفها..وقد نجحت حركة الترجمة في نقل تراث الحضارات القديمة من أوربا والهند والصين إلى اللغة العربية وكانت قرطبة من اهم المراكز الثقافية والطبية في العالم في ذلك الوقت هناك عدد كبير من المؤرخين الأجانب الذين أشادوا بدور الأطباء العرب والمسلمين في تاريخ البشرية وفى التقدم العلمى بصورة عامة..كتاب ممتع انتقل فيه د. رضا من التاريخ إلى الحاضر ليقدم صورة حضارية عن أحوال المسلمين في يوم من الأيام حين قدموا للعالم هذه النماذج الرفيعة في الفكر والعلوم ومهدوا طريق البشرية لبناء الحضارة المعاصرة في كل مجالاتها وقد أقيمت مدارس الطب في فرنسا وايطاليا وجنوب أوروبا على نفس الأسلوب الذى أنشئت عليه المدارس الطبية في العالم الإسلامى..من يقرأ التاريخ ويشاهد صورة الحاضر الكئيب يحزن على امة علمت العالم بالفكر والإبداع والخيال ثم أصبحت الآن تعانى كل أمراض التخلف والجهل والجهالة..تبدو المسافة بعيدة جدا بين امة علمت البشرية وواقع حزين أصبح الإرهاب فيه سيفا مسلطا على رقاب البشر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الحضارة والإرهاب بين الحضارة والإرهاب



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon