فاروق جويدة
بقدر ما تحمسنا للرئيس اوباما وهو يخطب فى جامعة القاهرة بقدر ما شعرنا بأن الرجل افقد امريكا الدولة العظمى الكثير من الهيبة والإحترام. انا شخصيا كتبت يومها معجبا بشخصية أوباما وفكره ..
الرئيس اوباما لم يجد رصيدا فى تليفونه المحمول لكى يتصل بالرئيس عبد الفتاح السيسى يهنئه بثقة الشعب المصرى وانتخابه رئيسا لمصر .. جلس الرئيس اوباما يبحث الموقف مع مستشاريه واكتشف ان تليفونه بدون حرارة .. وهو فعلا بلا حرارة لأنه لم يشاهد حتى على شاشات التليفزيون لحظة تنصيب السيسى فى مشهد مهيب فى المحكمة الدستورية العليا امام القضاة الاجلاء .. لم يشاهد الرئيس اوباما تسليم السلطة من رئيسين امام العالم كله .. لم يشاهد القادة العرب وهم يشاركون مصر فرحتها بإنتخاب رئيس جديد .. لم يشاهد الرئيس اوباما آلاف الشهداء الذين سقطوا على تراب مصر بأيدى الإرهاب .. لم يشاهد المذابح التى دارت على ارض سيناء والإرهابيين يتحدون شعبا فى ارضه وعلى ترابه.. لم يشاهد الرئيس اوباما خروج المصريين يوم 30 يونيه دفاعا عن هوية شعب وثوابت وطن قامت على التسامح والمحبة والفكر الواعى والعقل المستنير..حين خطب الرئيس اوباما فى جامعة القاهرة تحدث كثيرا عن مصر الحضارة والتاريخ والدور والريادة ولكن حين انتفض المصريون ضد تيار سياسى ودينى فشل فى إدارة شئونهم وخرج بهم عن مسار تاريخى مستنير وعريق ومتحضر رفض الرئيس اوباما عودة المصريين الى ثوابتهم .. لا ادرى اسباب التغير فى الموقف الأمريكى هل هو تصفية حسابات بسبب ثورة يناير وإسقاط نظام مستبد ام بسبب سقوط مشروع دولة دينية تسبح فى ساحة التخلف والطغيان لمصلحة أمريكا وحلفائها! .. واين إرادة الشعوب التى خدرت بها امريكا عقول العالم سنوات طويلة هل التبعية هى الصيغة الوحيدة التى تعترف بها امريكا، .. هل الرجوع الى الخلف فى تاريخ الشعوب هو الحرية وهل استباحة وجه حضارى لشعب عريق هو حقوق الإنسان؟! .. بحثت كثيرا عن رقم تليفون الرئيس اوباما لأرسل له رصيدا لعل القرار الأمريكى الطائش يكون اكثر حكمة ومصداقية.