توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توريث الوظائف

  مصر اليوم -

توريث الوظائف

فاروق جويدة

حين يعلن د. اشرف العربى وزير التخطيط ان 800 ألف موظف تم تعيينهم فى الحكومة بعد ثورة يناير فينبغى أن نسأل من هم هؤلاء وما هى الجهات والمؤسسات الحكومية التى قامت بتعيين هذا العدد وما هى قدرات هذا العدد من البشر وماذا اضاف لمنظومة العمل الحكومى فى الدولة.
أن هذا يعنى أن الشباب كان يتظاهر فى التحرير بينما مؤسسات الدولة والمسئولون فيها مشغولون بتعيين أبنائهم وأقاربهم فى زحمة الأحداث ..وحين يقول وزير التخطيط إن فى مصر 6.5 مليون موظف كلهم أقارب فعلينا أن نسأل وماذا عن مواد الدستور التى تتحدث عن تكافؤ الفرص والمساواة بين أبناء الشعب الواحد .. هناك ملايين الشباب المتفوقون الذين يجلسون على المقاهى ويدورون فى الشوارع تسحقهم طوابير البطالة ..وهناك المتفوقين الذين ترفضهم المؤسسات المهمة فى الدولة تحت شعار غير لائق اجتماعيا هذه الوصمة التى طاردت أجيالا كاملة وجعلت البعض منهم ينهى حياته انتحاراً امام مجتمع افتقد العدالة والرحمة إذا كان موظفو الدولة من الأقارب فهذا يؤكد ان توارث البيروقراطية المصرية العريقة دخلت فيه الجينات ولم يعد فقط مجرد خبرات أو تجارب مشوهة .. يجب اجراء فحوص وراثية على كبار الموظفين فى أجهزة الدولة لكى نحدد أنواع الفيروسات التى اصابت الجهاز الادارى وأدت بنا إلى حالة التخلف التى نعيشها وكيف ستنتقل هذه الفيروسات إلى الأجيال القادمة بحكم الوراثة .. فى كل أجهزة الدولة المصرية الآن تجد ثلاثة أجيال متعاقبة الجد والاب والحفيد واذا أردت ان تعرف هذا التسلسل عليك ان تقرأ صفحة الوفيات لكى تجد الأسرة كلها تعمل فى مكان واحد فى القضاء والبترول والإعلام والشرطة والمواقع السيادية والبنوك والخارجية وكل حفيد يرث جده وأباه ثلاثة اجيال توارثت كل أمراض البيروقراطية.. سوف نحتاج وقتا طويلا حتى تتخلص مصر من فيروسات توريث الوظائف وسوف نحتاج إلى مصحات نفسية لنعالج فيها البسطاء المتفوقين الذين لم يجدوا فرصة عمل لأنهم غير لائقين اجتماعيا وعلينا أن نعالجهم من الاكتئاب والإحساس بالظلم .. قليل من الرحمة والعدالة يجعل الحياة أجمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توريث الوظائف توريث الوظائف



GMT 08:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 07:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 07:01 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 07:00 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:59 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 06:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

جنين... اقتتال داخل سجن مغلق

GMT 06:55 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon