توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توريث الوظائف

  مصر اليوم -

توريث الوظائف

فاروق جويدة

حين يعلن د. اشرف العربى وزير التخطيط ان 800 ألف موظف تم تعيينهم فى الحكومة بعد ثورة يناير فينبغى أن نسأل من هم هؤلاء وما هى الجهات والمؤسسات الحكومية التى قامت بتعيين هذا العدد وما هى قدرات هذا العدد من البشر وماذا اضاف لمنظومة العمل الحكومى فى الدولة.
أن هذا يعنى أن الشباب كان يتظاهر فى التحرير بينما مؤسسات الدولة والمسئولون فيها مشغولون بتعيين أبنائهم وأقاربهم فى زحمة الأحداث ..وحين يقول وزير التخطيط إن فى مصر 6.5 مليون موظف كلهم أقارب فعلينا أن نسأل وماذا عن مواد الدستور التى تتحدث عن تكافؤ الفرص والمساواة بين أبناء الشعب الواحد .. هناك ملايين الشباب المتفوقون الذين يجلسون على المقاهى ويدورون فى الشوارع تسحقهم طوابير البطالة ..وهناك المتفوقين الذين ترفضهم المؤسسات المهمة فى الدولة تحت شعار غير لائق اجتماعيا هذه الوصمة التى طاردت أجيالا كاملة وجعلت البعض منهم ينهى حياته انتحاراً امام مجتمع افتقد العدالة والرحمة إذا كان موظفو الدولة من الأقارب فهذا يؤكد ان توارث البيروقراطية المصرية العريقة دخلت فيه الجينات ولم يعد فقط مجرد خبرات أو تجارب مشوهة .. يجب اجراء فحوص وراثية على كبار الموظفين فى أجهزة الدولة لكى نحدد أنواع الفيروسات التى اصابت الجهاز الادارى وأدت بنا إلى حالة التخلف التى نعيشها وكيف ستنتقل هذه الفيروسات إلى الأجيال القادمة بحكم الوراثة .. فى كل أجهزة الدولة المصرية الآن تجد ثلاثة أجيال متعاقبة الجد والاب والحفيد واذا أردت ان تعرف هذا التسلسل عليك ان تقرأ صفحة الوفيات لكى تجد الأسرة كلها تعمل فى مكان واحد فى القضاء والبترول والإعلام والشرطة والمواقع السيادية والبنوك والخارجية وكل حفيد يرث جده وأباه ثلاثة اجيال توارثت كل أمراض البيروقراطية.. سوف نحتاج وقتا طويلا حتى تتخلص مصر من فيروسات توريث الوظائف وسوف نحتاج إلى مصحات نفسية لنعالج فيها البسطاء المتفوقين الذين لم يجدوا فرصة عمل لأنهم غير لائقين اجتماعيا وعلينا أن نعالجهم من الاكتئاب والإحساس بالظلم .. قليل من الرحمة والعدالة يجعل الحياة أجمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توريث الوظائف توريث الوظائف



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon