فاروق جويدة
جاءنى الزميل محمد القزاز المحرر بالأهرام بتقرير صحفى خطير عن قضية هجرة الأطفال المصريين إلى ايطاليا .. وهذا التقرير يؤكد ان عددهم ليس فقط 3 آلاف طفل ولكنه وصل فى عام 2014إلى 7 آلاف طفل وان من بينهم 781 طفلا ارتكبوا جرائم وتمت محاكمتهم أمام القضاء الايطالى.. ان اخطر ما يهدد هذا العدد من الأطفال المصريين أنهم يمارسون أعمال السرقة وتجارة المخدرات وكثيرا ما تراهم ينتقلون فى وسائل المواصلات والشرطة تطاردهم .. ان القانون الايطالى يعطى حق الإقامة للأطفال ولهذا تتجه معظم السفن بالمهربين إلى شواطئ ايطاليا ويحصل السمسار على مبلغ 40 ألف جنيه عن كل طفل يدفعها الآباء اعتقادا منهم ان الأبناء سوف يعيدون هذه المبالغ بعد وصولهم إلى المدن الايطالية وعادة لا يرسلون شيئا لأن أقصى ما يحصل عليه الطفل فى محل لبيع الخضروات هو خمسة يورو.. ولهذا يتجهون إلى أعمال ضد القانون ومنها المخدرات والدعارة .. والأغرب من ذلك كله ان سن بعض الأطفال وصل إلى 6 سنوات و ان القانون المصرى لا يجرم تهريب البشر .. حين تحدثت مع وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج قالت ان القضية خطيرة وقديمة فقد بدأ رحيل هؤلاء الأطفال فى عام 2007 وزاد عددهم فى السنوات اللاحقة حتى أصبحوا بالآلاف وان القضية تحتاج إلى علاج سريع ولابد ان نتواصل مع السلطات الايطالية لكى نعرف أماكن هؤلاء الأطفال وطريقة معيشتهم وأسلوبهم فى الحياة .. لا أدرى كيف سكت المسئولون فى مصر عن هذه الكارثة وكيف خرج هؤلاء الأطفال أمام السلطات المسئولة ولماذا لم يتم إعادتهم طوال السنوات الماضية هناك جوانب أخرى تتعلق بالقضية وهل مثل هؤلاء الأطفال يتعرضون لمخاطر جنسية أو تباع أعضاؤهم البشرية فى صفقات للمراكز الطبية خاصة ان عملية الاتجار بالبشر أصبحت تجارة دولية فى أكثر دول العالم تقدما .. لقد وعدت وزيرة الهجرة نبيلة مكرم بأن تبحث هذه القضية ووعدت بأن تضع من الضوابط القانونية والإدارية ما يحفظ أطفالنا الصغار من هذه المآسى