فاروق جويدة
كان ينبغى أن تبقى حماس فصيلا فلسطينيا بعيداً عن مستنقع الصراعات العربية أو الصراعات الاقليمية.. كان ينبغى ان تبقى غزة حصنا لمصر وأن يبقى الجيش المصرى حصنا للشعب الفلسطينى وقد دفع هذا الجيش آلاف الشهداء فى سبيل القضية الفلسطينية.. لقد تلاعبت السياسة بحركة حماس ونقلتها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
ومنذ حمل الفلسطينيون السلاح ضد بعضهم أمام العالم كله خسرت القضية الكثير من أنصارها.. انتقلت حماس من أكثر من موقع وأكثر من اتجاه.. دارت فى فلك سوريا قبل ان تشتعل كارثة الحرب الأهلية بين ابناء الشعب السورى.. وحين احترقت دمشق انتقلت حماس إلى طهران تريد دعما ايرانيا..ثم انتقلت إلى بؤرة قطر أمام اغراءات الدعم المالى ومسلسل المؤامرات الذى قادته الدوحة ضد شعوب المنطقة.. ولم تتردد حماس فى ان تنضم إلى مستنقع المؤامرات التركية التى تبحث عن ماضى الامبراطورية العثمانية الغاربة وما بين ايران وتركيا وقطر وسوريا خسرت حماس دورها الحقيقى وصورتها أمام العالم..تنكرت حماس لجهود كثيرة قامت بها مصر من اجل الاصلاح بينها وبين السلطة الفلسطينية ونسيت حماس دور مصر فى الافراج عن آلاف المسجونين فى سجون اسرائيل.. وتجاهلت حماس الاعتداءات الصارخة التى تمارسها الجماعات الإرهابية فى سيناء بدعم من فصائل القسام.. وتجاهلت حماس عمليات تهريب السلاح عبر الأنفاق من غزة إلى سيناء.. كان من الممكن ان يبقى انتماء حماس للإخوان المسلمين انتماء فكريا لن يحاسبهم احد عليه ولكن حين شاركت فى مؤامرات الإخوان ضد الشعب المصرى خسرت كثيرا خاصة انها مارست العبث الارهابى مع دول أخرى لها حساباتها مع مصر.. إن تخلى حماس عن دورها الحقيقى فى المقاومة وان عدوها الاصلى هو اسرائيل افقدها الكثير من تعاطف المصريين خاصة أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضية الشعب المصرى الأولى مهما كانت التحولات فى مسيرة النضال الفلسطينى.. ان مواقف حماس من المصريين الجيش والشعب يحتاج إلى مراجعة صادقة مع النفس لأن مصر كانت وستبقى السند للشعب الفلسطينى ولان التحولات الغريبة فى موقف حماس افتقدت الأمانة والمسئولية فقد عبثت بها كل التيارات السياسية فى المنطقة وكانت هى فى النهاية أول الخاسرين.