فاروق جويدة
كان حمدين صباحى يعلم انه يخوض معركة غير متكافئة امام المشير السيسى ولكنه كان يعلم ان خسارته سيكون لها طعم الفوز لأنه شارك فيها بدافع وطنى وليس كرجل سياسة.
كان حمدين يعلم ان الوطن فى محنة وان الوقت ليس للمزايدات السياسية وتصفية الحسابات وانه يقف امام رجل لم يحترف السياسة يوما ولكنه خرج من اعماق الجيش المصرى فى مهمة لإنقاذ وطن .. لقد شارك حمدين فى هذه المعركة الانتخابية بدافع وطنى واخلاقى فقد كان يدرك قوة منافسه والدعم الشعبى الذى حصل عليه بعد معركته مع الإخوان المسلمين وقد كان صباحى نفسه جنديا من جنود هذه المعركة مع ملايين المصريين الذين خرجوا يوم 30 يونيو يعلنون سقوط دولة الإخوان ..على جانب آخر فإن حمدين كان يعلم انه يقف مع السيسى فى خندق فكرى ووطنى واحد .. ان كليهما يدافع عن حقوق الفقراء ويرى ان العدالة الإجتماعية هى اولى مسئوليات الحكم وكليهما يدرك حجم الأزمات التى تعيشها مصر على المستوى الاقتصادى والسياسى بل الأخلاقى وما اصاب الشارع المصرى فى السنوات الماضية من الفوضى والعنف وعدم الإستقرار وان معركتنا مع الإرهاب قضية لا تقبل الخلاف فى الرأى والمواقف .. وإن كليهما كان معجبا بشخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتجربته الوطنية وقبل هذا كله فإن السيسى وصباحى كانا يدركان اهمية ان تعود مصر الى دورها العربى والإقليمى والدولى ..
لقد طاف حمدين كل محافظات مصر فى هذه التجربة الانتخابية واستطاع ان يحقق تواجدا جماهيريا وسط الناس واعطى للمعركة الإنتخابية شرعية دولية امام العالم كله وهذا موقف يحسب لرصيده السياسى والوطنى بل انه يضع مستقبله السياسى فى مكانة خاصة .. اكتب هذا وحمدين الصديق يعرف مكانته عندى كواحد من رموز الوطنية المصرية ولن ينسى المصريون له انه خاض معركة الرئاسة من اجل تجربة ديمقراطية وليدة يجب ان نشارك فيها بكل الصدق والتجرد وانه قدم الوطن على كل شىء فلم ينسحب ولم يغامر وبقى حتى آخر لحظة يخوض معركته بنبل وشرف .. تحية لحمدين صباحى الوطنى المخلص
"نقلا عن الأهرام"