فاروق جويدة
منذ تحررت سيناء وانسحب الجيش الإسرائيلى منها بعد انتصار اكتوبر واتفاقية السلام في كامب ديفيد لم تتحرر سيناء من منظومة التهميش والإهمال وبقيت قطعة من صحراء مصر حتى سكنتها الخفافيش .. ترك النظام السابق سيناء خالية إلا من الشريط الأزرق على ضفاف شرم الشيخ او الغردقة حيث تحولت إلى مزار للترفيه دون اهتمام بهذه المساحات الخالية من الأرض..والغريب أن الإهمال الذى امتد الى كل شئ فيها رفع عنها أهم مصادر الحماية فيها وهو الجيش المصرى.
كانت هناك علاقة خاصة بين جيش مصر واهالى سيناء ورغم الإحتلال الإسرائيلى بقيت هذه العلاقات من التواصل بل والمشاركة.. وبعد انسحاب اسرائيل بدأ الحديث عن خطط للتنمية لم تتحقق واستثمارات لم تأت وغاب اهتمام الدولة وغاب ايضا تواجد الجيش المصرى في سيناء وفى هذا الوقت بدأت العمليات الإرهابية في مناطق متعددة وشهدت سيناء تفجيرات في اكثر من مكان واتسعت ايضا تجارة المخدرات ثم جاءت حكاية الأنفاق وانتقال السلع الى غزة التى تحولت الى تجارة مربحة على الجانبين وفى أعوام قليلة اصبحت سيناء منطقة مليئة بحشود الإرهابيين بالسلاح والتجارة والمخدرات واصحاب المصالح على الجانبين يجنون ثمار هذه الفوضى ..
وحين قامت ثورة يناير وسقط العهد البائد جاء الإخوان المسلمون للسلطة واستكملوا مسلسل الإهمال في التنمية وزاد معدل حشود الإرهاب حين تم الإفراج عن عدد كبير من الإرهابيين في السجون لينضموا الى حشود الإرهاب في سيناء كان العهد البائد سببا في إهمال التنمية وفتح الأبواب للإرهابيين وكان الإخوان سببا في زيادة هذه الحشود التى جاءت من العالم العربى والإسلامى لكى تحارب في سيناء وبدلا من أن تكون سيناء مصدرا للخير لأبناء مصر تحولت الى مؤامرة دولية لتهديد أمن مصر وكان العهد البائد والإخوان المسلمون أول من فتح الأبواب لهذه الكارثة التى يحاول جيش مصر الآن أن يخلص البلاد منها .. ان أزمة سيناء الحقيقية أنها صحراء بلا زرع وارض بلا بشر ولذلك تتجه إليها أنظار كثيرة في ظل مؤامرة دولية كبرى.