توقيت القاهرة المحلي 19:03:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين تغيب الحقيقة

  مصر اليوم -

حين تغيب الحقيقة

فاروق جويدة

من اسوأ الأشياء ان يتحايل الإنسان على الحقيقة فيغمض عينيه فى عز النهار لكى يوهم نفسه ويوهم الآخرين ان الشمس لم تطلع..ويحترف الكذب ظنا منه ان الآخرين لا يفهمون..هناك من يراهن على غباء الناس ثم يكتشف انه الغبى الحقيقى وان هؤلاء الذين ادعوا السذاجة يدركون كل شئ..أقرا أحيانا لبعض الكتاب واراه يلوى عنق الحقيقة ويمارس لعبته فى التحايل متوهما انه خدع الناس ويضحك الجميع من سذاجته لأنه خدع نفسه..وللتحايل مدارس وأساليب ابتداء بالنصابين فى الأسواق وانتهاء بتجار الكلام مرورا على سماسرة المشاعر..ان تنصب على شخص ما فى صفقة أو بيع سيارة أو قطعة ارض غير ان تمارس نفس اللعبة على شعب فتبيع له أفكارا فاسدة أو تبرر له موقفا مشبوها وتحاول ان تلوى عنق الحقيقة لتصنع من الفسيخ شربات ويبقى الفسيخ فسيخا بكل روائحه الكريهة..هناك أقلام ومواقف تشم روائحها من الف ميل..وهناك وجوه تشاهدها على الشاشة وتشعر انك أمام دمية كاذبة تحاول ان تخدعك وتضللك وللأسف الشديد ان هذه النوعيات من السلوك انتشرت فى وسائل الإعلام وعلى الشاشات وفى مواقع التواصل الاجتماعى .. اذا أردت ان تعرف إلى أى مدى انحطت السلوكيات وفسدت أخلاق الناس حاول ان ترى لغة الحوار سوف تجد أحط الكلمات وأسوأ الألفاظ وسيول من الشتائم وتتعجب كيف انحدر مستوى الأخلاق بهذه الصورة ويتضح لك ان هناك مدارس تتعلم منها الأجيال الجديدة لغة الحوار الهابط .. وفى كثير من المسلسلات انحطت وفسدت لغة الحوار بحيث انك تخاف على ابنتك الصغيرة ان تصل اليها بعض القذائف من الشاشة فتصيبها فى مقتل .. ويتساءل الإنسان هل هؤلاء الذين يمارسون هذه الأعمال يشعرون بخطورة الجرائم التى يشاركون فيها .. ان التحايل جريمة والنصب كارثة والكلام المنحط مصيبة وقبل هذا كله فأن تلقين الأجيال الجديدة كل هذه الدروس السيئة جريمة فى حق المستقبل .. إننا فى حاجة إلى دراسات نفسية واجتماعية وأخلاقية ربما توصلنا إلى الأسباب التى جعلت هذه السلوكيات الفاسدة تطفح على وجه المجتمع وتشوه كل شئ فيه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تغيب الحقيقة حين تغيب الحقيقة



GMT 12:04 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الصراع على سوريا.. أين نقف بالضبط؟

GMT 12:01 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي مطوعا في هيئة الأمر بالمعروف

GMT 11:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

جيمي كارتر... قصة نجاح وقصة فشل

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الرنتيسي منجما ولا ليلى عبداللطيف!

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 09:42 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

2025.. الإجابات

GMT 07:48 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

المُنقضي والمُرتجَى

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon