فاروق جويدة
فى زحمة الأحداث والفوضى وارتباك الشارع المصرى لم اكن اعرف ان الصديق العزيز د. عكاشة عبد العال النائب الأسبق لرئيس جامعة الأسكندرية يرقد مريضا فى المستشفى التخصصى بطب جامعة الإسكندرية بعد ان ساءت حالته الصحية ما بين العلاج فى مصر وباريس ..
والدكتور عكاشة عبد العال رمز من الرموز التى تصدت للفساد فى مواقع كثيرة فهو استاذ فى القانون الدولى وكثيرا ما دافع عن قضايا مصر فى محافل دولية وقد حرمته مواقفه الصلبة من حقوق كثيرة حيث تم استبعاده اكثر من مرة من تولى مناصب كان الأحق بها وقد تخرجت على يديه اجيال كثيرة فى كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية حين كان عميدا واستاذا بها قبل ان يخرج إلى المعاش منذ سنوات وهو نموذج فى الوفاء والتجرد وعشق هذا الوطن .. لقد كنت شاهدا على مواقف كثيرة لهذا الرجل مدافعا عن الحق وملتزما بالأمانة والشرف .. لم يحصل د. عكاشة على ما يستحق من تقدير هذا الوطن استاذا جامعيا رفيعا ومواطنا صالحا ومصريا عشق تراب مصر طوال سنوات عمره وبجانب هذا يتمتع د. عكاشة عبد العال بسمعة طيبة فى الأوساط الجامعية فى العالم العربى استاذا قديرا فى القانون الدولى ..
انه الآن يصارع المرض منذ عامين متنقلا بين مستشفيات الإسكندرية ويبدو ان حالته تستدعى نقله الى احد مراكز الكبد المتخصصة والمتقدمة فى القاهرة لإنقاذ حياته وفى مقدمتها المركز الطبى العالمى .. فى مثل هذه اللحظات التى يواجه الإنسان فيها محنة المرض بعد مشوار طويل من العطاء والوفاء يجب ان تمتد له الأيادى بكل الحب وهذا الرجل عاش حياته بعيدا عن الأضواء عالما ومفكرا ومثقفا من طراز رفيع ..
لقد تلقيت رسالة من شقيقة الكاتب الصحفى الكبير عبد العال الباقورى يشرح فيها ظروف مرضه والملابسات التى احاطت بعلاجه وادت الى تدهور حالته الصحية وهذا نداء أوجهه الى سيادة الرئيس المستشار عدلى منصور بأن تتولى احدى مؤسسات الدولة الطبية رعاية هذا الأستاذ الجليل الذى وهب حياته لهذا الوطن عطاء وصدقا وامانة
"الأهرام"