توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجعت الشتوية

  مصر اليوم -

رجعت الشتوية

فاروق جويدة

فصل الشتاء من أحب الفصول إلى قلبى..والفصول مثل المدن..مثل النساء..كل امرأة مدينة مستقلة.. وكل مدينة امرأة بلا حدود..والفصول تحمل نفس صفات المرأة ونفس صفات المدن..

 هناك مدن تحبها لأسباب لا تعرفها.. انها مزدحمة ومكدسة ويغطيها الغبار والأتربة ولكنك تجد فيها ركنا صغيرا يمنحك الأمان فتأوى إليه..وهناك امرأة صاخبة لا تهدأ على حال انها فى حالة ثورة دائمة ولا تعرف أسباب ثورتها .. إنها تغضب لاتفه الأشياء وتهدأ أيضا بلا سبب، وهذه المرأة تجد فيها شيئا تستريح اليه انها تمنحك احساسا لا تجده عند سواها .. انها بركان من الغضب يمكن أن تجد على ركن بعيد فيه شيئا من الدفء .. والفصول أيضا لها صفات مختلفة .. اننى أحب الشتاء لانه الفصل الوحيد فى العام الذى يقربنى كثيرا إلى نفسى .. أن حالة الانكماش التى يشعر بها الانسان فى فصل الشتاء تجعله يقترب كثيرا من ذاته وهنا يمكن ان يكون الحوار والتأمل واستعادة الثقة فى الأشياء .. فى فصل الشتاء نتحاور كثيرا مع انفسنا لأننا ننصهر فى بوتقة واحدة .. وفصل الشتاء أكثر فصول العام انسانية .

ان الدفء الذى نشعر به مع الشتاء يمنحنا احساسا بالتوحد مع انفسنا ورغم حبى الشديد للشتاء فأنا لا احتمل قسوة الجليد .. ان الجليد هو الشىء الوحيد الذى أرى فيه الموت بقدر ما يعجب الإنسان بالجليد شكلا ولونا وملمسا، إلا أنه يشبه الثعبان ناعم الملمس ولا تعرف متى يلدغك وكذلك الجليد قد تعيش معه بعض الوقت وتأنس اليه ولكن فى لحظة ما يسرق منك اغلى ما تملك وهى حياتك .. والشتاء شهر جميل للابداع كلما اقترب الانسان من ذاته كلما تفتحت امامه ابواب التأمل والتساؤل والدهشة، وهى المصادر الحقيقية للابداع الصادق..وفى الشتاء تغتسل الطبيعة من ادران الفصول الأخرى..أن المطر يطهرها والرياح تعيد لها الإحساس بالحياة فى مواجهة العواصف وفى الشتاء احن كثيرا إلى فيروز ورجعت الشتوية وإلى فريد الاطرش وادى الشتا يا طول لياليه..واتذكر وجوها غابت ومع الشتاء ينتفض الحنين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجعت الشتوية رجعت الشتوية



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon